26‏/08‏/2012

المدافن السائرة على قدم وساق


يولدُ الناس وفي عيونهم توق، وفي قلوبهم حبٌّ وطيش وفضول...
يتقدم بهم العمر، وتحوّلهم الأسرُ والمدارس والجوامع والكنائس والمجالس والقوانين إلى أشخاص مرعوبين، يخافون حتى من أنفسهم، ولا يستطيعون التقدّم قيد أنملة بلا خارطة، بلا نصّ، بلا شيخ، بلا عالم، بلا أبٌ دائم الحضور. قويُّ الشكيمة يحمل عصا التأديب وينظر بريبة إلى كل أفعالهم الطبيعية لتصبحَ مصدر تهديد لشخصيّتهم الكليّة!

ما الذي نفعله نحن البشر عندما نغرقُ مجتمعاتنا باللاجدوى والخزعبلات؟ 

ما الذي يبقى من إنسانيتنا عندما نتحول إلى مكنات نسخ ولصق؟
ما الذي يبقى من إنسانيتنا عندما يحاصرنا الخوف والعزلة في نظام اقتصادي واجتماعي جائر؟


أنا أقول لك كل شيء :) إننا نصبح مدافن سائرة. نعم مدافن من الأفكار والعقائد المكدسة، لا يزيدها الماء إلا عفونة وتفسّخ. 

هل سينبتُ الزرع الجديد فوقها؟
 هل نحنُ نشهدُ موت هذه الحضارة البلهاء التي نفاخر بها في الشوارع ولوحات الإعلانات وشاشات التلفاز الرّديئة!

هل ستزهرُ يا ترى؟ لتعود البسمة إلى قلوب الرجال والنساء، ويتوقف القتال المضحك؟ القتال الذي أفنى البشرُ أياماً رائعة في ملاحقته بخبث!

هل سنصبحُ أحراراً يا ترى؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق