15‏/04‏/2013

ولذلك يخافون الحب والشهوة!

ألبسك خاتما أخلعه في الصيف وأعطره بعطر الورد في الشتاء، مخالبك الحديدية ترسم معالم الأرض وتعيد خرطها، وأنا مسافر كحزمة ضوء لا تعرف التوقف. أسأل نفسي عن هذا اللغز المكنون في خفايا الكون وثناياه فيضطرب قلبي لوهلة! قلبي الإنساني أكثر حرصا على استمرار التشويق من عقلي. عقلي يهرب في شتى الاتجاهات، ثم يقع صريعا عند رقصة تانغو واحدة! لمذا هذا الرأس إن لم يكن للتفكير؟ لا لا لمذا يلاحقني قلبي إن كان فقط للنبض إذن؟

صراعك الحتمي معي سلام في جوهره، ولذلك أخلعك في الصيف وأعطرك بعطر الورد في الشتاء. أنا أيضا أتوق للسكينة ولكني لا أعتبر القنوط سكينة.


مخالبك الحديدية هذي، مخالب الفكر الذي يعيد خرط العالم أصبحت بليدة! يد ناعمة واحدة كفيلة بنزعها وتدجينها ورقبة جميلة وكتفين مصقولين تستطيع إخمادها.


آها أنا أفهم الآن... لذلك يخافون من الحب ومن الشهوة، لذلك أهرب أنا منهما كاللص.. أخاف على مخالبي الحديدة مخالب الفكر والوقار أن تصبح بليدة... أخاف أن أكتشف هذا على الأرجح.

الزناة أصحاب الأموال والسياسة لا يبنون المدن.

أعلم أن البلاد لا يبنيها الزناة، لا أقصدُ ممارسي الحبّ دون قيود الزواج البشرية فهؤلاء عشاق... ولكني أقصدُ الزناة الحقيقيين الذين يأتمرون لأمر المخابرات الكبرى التي تأتمر لأمر الشركات الكبرى لأهداف ليس لها علاقة بالرّخاء والازدهار الإنساني.

هؤلاء يكلمونك عن الإنسان وهم يستعبدون الإنسان، ويكلمونك عن الحرية وهم يخنقون الحرية ويتكلمون عن الديمقراطية وهم أكذب خلق الله طراً، ويتكلمون عن الإسلام وهم عملاء كذابون يحتالون على المسلمين ويصوّرون لهم الأكاذيب حقائقاً وتربطهم قلوبهم الطيبة بالجنس والحوريات والجنات المليئة باللذة، فيما يبعدونهم عن اللذة الحقيقية للمعرفة والاندماج بالإنسانية.. ويتكلمون عن الثورة وهم من قامت عليه الثورة في حقيقة الأمر.

الثوار اليوم وحتى الحقيقيون منهم يكرهونك عندما تقول لهم أنا لا يهمني بشار الأسد ولكن ثورتي قائمة على الاستبداد كل الاستبداد والظلم كل الظلم، لأنهم يريدون منك مواقف تتفق مع توجهاتهم المتبناة على عمى وغير هدى. يريدون منك أن تفرح وأنت تضع العلم الجديد على واجهة سيارتك، وتسب النظام وتشتم أنيسة وتفرح لتفكيك الجيش وتسب الطائفة العلوية ما عدا عليّ.

كما أني أعلم أن البلاد لا يبنيها الزناة، لا أقصدُ ممارسي الحبّ دون قيود الزواج البشرية فهؤلاء عشاق... ولكني أقصدُ الزناة الحقيقيين الذين يأتمرون لأمر المخابرات الكبرى التي تأتمر لأمر الشركات الكبرى لأهداف ليس لها علاقة بالرّخاء والازدهار الإنساني.

هؤلاء يكلمونك عن الإنسان وهم يستعبدون الإنسان، ويكلمونك عن الحرية وهم يخنقون الحرية ويتكلمون عن الديمقراطية وهم أكذب خلق الله طراً، ويتكلمون عن الإسلام وهم عملاء كذابون يحتالون على المسلمين ويصوّرون لهم الأكاذيب حقائقاً وتربطهم قلوبهم الطيبة بالجنس والحوريات والجنات المليئة باللذة، فيما يبعدونهم عن اللذة الحقيقية للمعرفة والاندماج بالإنسانية.. ويتكلمون عن الثورة وهم من قامت عليه الثورة في حقيقة الأمر.

الثوار اليوم وحتى الحقيقيون منهم يكرهونك عندما تقول لهم أنا لا يهمني بشار الأسد ولكن ثورتي قائمة على الاستبداد كل الاستبداد والظلم كل الظلم، لأنهم يريدون منك مواقف تتفق مع توجهاتهم المتبناة على عمى وغير هدى. يريدون منك أن تفرح وأنت تضع العلم الجديد على واجهة سيارتك، وتسب النظام وتشتم أنيسة وتفرح لتفكيك الجيش وتسب الطائفة العلوية ما عدا عليّ.

أنتم أيها البشر سواسية...

أحياناً أبذل جهداً فكرياًَ عظيماً لأقنعَ أحدَهم أنهُ لا يختلفُ عن غيره من البشر من الأديان والطوائف الأخرى في شيء. أنه مشابهٌ لهم، وغير مميّز عنهم في شيء. وأحياناً كثيرة لا أستطيع تحقيق نتيجةٍ جيدة، فأرى علائم الدّهشة على وجهه / وجهها. وكأني أقول له / لها أن الجاذبية أمر كاذب، أو أن الثلج مكوّن من برادة الحديد الأبيض الموجود فقط في روسيا. هل علمتم عمّا أتكلم؟

نحنُ قي وقت عويص حيثُ تقتنعُ أغلبية الناس بأنّ الله فضّلهم -والحمد له- على باقي مخلوقاته! بطريقة ما يصلون إلى اعتقادِ أنّ الله معهم، والله حاميهم، والله يعتبرهم أفضل خلقه وأنه الآن يجهّزُ لهم جنّة طويلة عريضة.. لهم وحدهم! فيما سيشفي صدورهم ويفرحهم برمي مخالفيهم في النار وقتلهم وسبي نسائهم وإعمال السيف فيهم! وهم يفرحون عندما يقرأون ذلك!!

هذ التفكير الضّحل.. هذا الوهم الخادع.. هذه الأمراض النفسية لا يمكن أن تقود المجتمع إلا إلى التهلكة.

جراحي أم جراح دمشق؟

يفصلني عنكم ساعتين ونصف في طائرة بطيئة نسبياً.. ساعتين ونصف كان من الممكن أن آخذ فيها قيلولة وأستيقظ فأجد نفسي في مطار دمشق الدولي!

أسمعُ أنّات سوريا إلى هنا، تخترق قلبي كما اخترقت قلبي أنات بغداد يوماً، ولكن صوت سوريا يبدو أكثر حدّة. يباغتني كل يوم كل ليلة كل تنفس وأكاد أتلمسُ أصابع الشام على خصري تتشبّث بي كأحد أبنائها علي أحميها من مصير أسود.

بماذا عسانا نداوي الجراحَ يا دمشق؟

بعضهم يقولون أن الحرب خير دواء للجروح... هؤلاء يقولون أنه لا ينهي الحرب إلا الحرب. تماماً على الطريقة العربية 'ردوا الحجر من حيث جاء فالشرّ لا يدفعه سوى الشر' ولكن أليس في هذا لا مسؤولية واستمرار للحرب والأنين؟ أليس فيه خضوعٌ للحكومات الملعونة التي تحطم المجتمع السوري بكل ما أوتيت من قوة ومال ونفوذ وعملاء؟

تلتفت سوريا إلى عيني كل صباح... يا الله كم عانت هذه الدول، وكم عانى إنسانها الاستبداد والحصار والحروب!

سوريا... حبيبتي نامي قليلاً... قد ترتاحين من بعض الألم.

في الطغيان والذرائع.

كيف استطاعَ الطغاة العرب أن يقنعوا شعوبهم أنهم سيكونون قادتهم للأبد؟ وكيف ردّدت الجماهير ذلك على مدى عشرات السنين الممزوجة بالخوف والذل والحيف؟ ثم كيف نتفاجأ عندما يهرب هؤلاء المردّدون إلى تأبيدِ أناس وقادة آخرين عندما لا تتوفر الثقافة الإنسانية الحيّة التي تعيد للإنسان قوّته وكرامته!

ما أقصده ليس تبرير الاصطفاف الحالي الذي ندفعُ ثمنهُ دماءنا البشرية الفانية، ولكن لفت النظر إلى اللعنة المسمّاة أنظمة عربية قوامها الذل والخضوع وديدنها التجهيل. ولمواجهة ذلك نحتاج إلى المساعدة.. نعم نحتاج لمساعدة بعضنا على فهم قيمة الإنسان وإعادة تعريفه بعيداً عن غرف المخابرات المظلمة ومهاجع التعذيب والأحكام التخوينية الكثيرة التي تملأ أدمغتنا بالهراء.

عندما تقوم ثورة حقيقية فإنها تهدّد الأمن العالمي الكاذب البائس. ولذلك نرى شيئاً مثل النصرة أو القاعدة أو الجيش الحرّ (كقوة مقاتلة للنظام، مهاجمة له، تتظافر مع الراديكاليين في تحقيق نصر مأمول، بناء على دعم خارجي إن هو توقف توقفت هذه الظاهرة بكليتها). عندما تحصل ثورة حقيقية فإن الزّج بهؤلاء هو أهم خطوة يتمّ تثبيتها على الأرض لحماية النظام العالمي نفسه من كشف عورته التي يتكلم عنها الجميع. مطلوب جداً من الثائر الحر أن يرفضَ الظلم والتعسّف والقتل الذي يمارسه النظام ويرفض ذريعة استمرار ذلك وهي القوى الممولة بالأموال المشبوهة التي تحاول أن تبقي الأمور كما هي عليه مع تعديل في الأسماء والصفات... وربما أسوأ.

وأنا أشتاقكم أيضاً..

قلبي يغمره الشوق
في الواقع أنا لا أستطيع النسيان
كل الأوطان لا تعني شيئاً
وحدها القلوب هي وطني
كل الجنسيّات لا تحرّك خافقي
ولكن نظرات أعينكم تذكرني كم أنا إنسان

ولا نشيد وطني يحرك وطنيتي
ولكن وجوهكم الجميلة
 تجعلني لا أمانع أن أعيش عمراً كاملاً من أجل الوطن!