15‏/04‏/2013

في الطغيان والذرائع.

كيف استطاعَ الطغاة العرب أن يقنعوا شعوبهم أنهم سيكونون قادتهم للأبد؟ وكيف ردّدت الجماهير ذلك على مدى عشرات السنين الممزوجة بالخوف والذل والحيف؟ ثم كيف نتفاجأ عندما يهرب هؤلاء المردّدون إلى تأبيدِ أناس وقادة آخرين عندما لا تتوفر الثقافة الإنسانية الحيّة التي تعيد للإنسان قوّته وكرامته!

ما أقصده ليس تبرير الاصطفاف الحالي الذي ندفعُ ثمنهُ دماءنا البشرية الفانية، ولكن لفت النظر إلى اللعنة المسمّاة أنظمة عربية قوامها الذل والخضوع وديدنها التجهيل. ولمواجهة ذلك نحتاج إلى المساعدة.. نعم نحتاج لمساعدة بعضنا على فهم قيمة الإنسان وإعادة تعريفه بعيداً عن غرف المخابرات المظلمة ومهاجع التعذيب والأحكام التخوينية الكثيرة التي تملأ أدمغتنا بالهراء.

عندما تقوم ثورة حقيقية فإنها تهدّد الأمن العالمي الكاذب البائس. ولذلك نرى شيئاً مثل النصرة أو القاعدة أو الجيش الحرّ (كقوة مقاتلة للنظام، مهاجمة له، تتظافر مع الراديكاليين في تحقيق نصر مأمول، بناء على دعم خارجي إن هو توقف توقفت هذه الظاهرة بكليتها). عندما تحصل ثورة حقيقية فإن الزّج بهؤلاء هو أهم خطوة يتمّ تثبيتها على الأرض لحماية النظام العالمي نفسه من كشف عورته التي يتكلم عنها الجميع. مطلوب جداً من الثائر الحر أن يرفضَ الظلم والتعسّف والقتل الذي يمارسه النظام ويرفض ذريعة استمرار ذلك وهي القوى الممولة بالأموال المشبوهة التي تحاول أن تبقي الأمور كما هي عليه مع تعديل في الأسماء والصفات... وربما أسوأ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق