29‏/07‏/2012

قدر الإنسان صناعةُ الأفضل.

اقتل المارد... داخلك


         الحربُ لا توقفُ الحربَ، والبواريدُ والدباباتُ لا تحرّرُ الشعوبَ من الاستبداد. إنها تحرر البلد من الشعب أكثر، ويختنق المجتمع المدني الذي هو غاية كل تغيير أكثر، ويفرح البنكيون الدوليون أكثر. أليس جديراً هذا الشعب بأن لا يضحك عليه ويوهم بأن فيما يجري خلاص، ونحن نرى أن ما يجري قتل الروح التي يقتات عليها الإنسان (التواصل) وبدون وجودها لا يعود له معنى؟

         لقد وضعوا الناس أمام خيارين في غاية الصعوبة، الأول هو الحرب المسلحة على النظام ومن لف لفيفه وخشي سطوته من جهة، والثاني هو الحرب على المعارضة ومن لف لفيفها من جهة أخرى. ماذا تبقى من إنسانية؟ ومن حق ومن عدل ومن أخلاق فيما يجري؟ حري بالناس أن تفكر في هذا هذا الشرخ الذي سببه التجيش ولا شكراً للنظام ولا عفواً لمعارضة اسطنبول مرة أخرى، لقد ساهما من خلال تجييشهم واصطفافهم ومن خلال ما يتلقونهُ كلاهما من دعم خارجي وإقليمي من قسم الجسد السوري كل بحجة حمايته، بينما ما يجري في الحقيقة هو قتل الروح في الإنسان وتغليب مصالح البنكيين على مصالح الناس. لو أراد العالم لهذه الأزمة أن تُحل لكانت حلت فعلاً ولكن تتقاطع الكثير من المصالح على هذه الأرض وكان إحداث هذا الشرخ عملاً مهماً وإنجازاً يحسب لمبدّي المصالح على الإنسان. ولطالما فعلوا ذلك في كل بقاع الأرض. جمع الناس بالحوار وإعادة الرّوح إلى أبدانهم المتشنجة هو ما يجب مناقشته بجدية الآن لأننا على باب تغيير جغرافي وسياسي كبير وشامل للمنطقة وسيذهب أولادنا ضحية رخيصة في محراب أصحاب الشركات المنتفخون من الغنى والمرتدون لأغلى البدلات وأكثرها أناقة.

        من ناحيةٍ ثانية لا بدَّ من التَّركيز الشديد على أن هذا لا يعني أبداً موتَ الحراك لأن المجتمع يتغير والسّاقط يتساقط كورقة تين في خريف العمر. قلعُ الشجرة ليس اجتثاثاً للمرض ولكنه تحدّ لطبيعة الأشياء برأيي. والحق أنّ معركة منتصرة تخوضها "المعارضة" بالأسلحة ضدّ "النظام" ومن يمثله النظام ما يزال وهم ليسوا قلائل، لن يكون نصراً للثورة بقدرِ ما سيكون انتصاراً لمنطق القوة، أما الحديثًُ عن نصر النظام فهو غير وارد أيضاً لأنه حتى لو استطاع إسكات الجيوش أو العصابات المسلحة التي يقاتلها على امتداد الداخل السّوري، فإنهُ لن يُسكتَ المجتمع المدني الذي وصلَ البلُّ إلى ذقنهِ وبات يستشعر ضرورة الإصلاح الجذري، وقد أصبحَ هذا الإصلاح عند الكثرة من السوريين ليس أقلّ من بناءِِ صرحٍ جديدٍ.

         كلّ رهانات الدُّول والأحلاف والسّياسيين تسقط أمامَ المجتمعات البشرية عندَ رغبتها في التغيير، إذا كان هذا التغيير متناغماً مع حركة العالم وحقيقياً نابعاً من تجربة. وستجدُ الدُّولُ أنفسها أمام شعوبها الثائرة باضطراد على كل هذه السّياسات المعتمِدة على الهيمنة والقوة العسكرية والمخابراتية والاستهلاك والعبودية، والتي صنعت الكثير من الأخطاء التي لا بدّ لتجريب غيرها حتى ولو احتمل الخطأ أيضاً. 

        تستطيع المشكلة الحالية التي تواجه الثورة إرغام الناس على الخيارات الصَّعبة والغير محسوبة، كالارتماء في أحضان "المجتمع" الدولي وقد حصل هذا بالفعل، ولكن ذلك لن يعني سوى مزيداً من البؤس، والخوف، والتخبّط، والفقر، والسّرقات والنزاعات، وسيعني أيضاً أن الشعب السّوري سيدمِّر نفسَهُ أكثر وأكثر وأكثر، نفسيّا ومعنويّاً وأخلاقيا ً وهوَ الأهم وسيصبحُ إيجادُ الحلّ الجامع أكثر صعوبةً وضربٌُ من المجازفة الغير محسوبة، وانتظار الحرب الشاملة التي تشَنُّ على سوريا بواسطة السّوريين أنفسهم من الطرفين أمراً لا مفرّ منهُ  .

هل الباحث الحر حياديّ؟

       موهبة الباحث بالقدرة على استجلاب الأدوات لاستنتاج النتائج واختيار الأفضل لمعرفة الحقيقة الآن جدّ محاصرة ومهدّدة بالفشل ولكن، هل تراهُ يستطيع الخروج من قمقمهِ، ليرى الأحداثَ بعين الواقع بعيداً عن الأفكار المسبقة   والتخيلات العقلية الجافة والتأثر العاطفي المنفعل؟

         
في الصّحافة يقولون اتبع المال. وفي السّياسة يقال اتبع المصالح، وفي المجتمع نقول التمرد على الخطأ هو أول الدرب الصحيح والخروج عن الإطار والقاعدة المتعارف عليهما هو صافرة البدء. فالثورة تبدأ برفض الواقع الاجتماعي أو الديني أو السّياسي وتنمو لتصبح جنيناً كامل الصفات. كل ما يؤثر على الجنين في سبيل إبقائه في جوف أمّه مربوط بها بقنوات التغذية والعواطف هو أمرٌ معاكس للطبيعة ومرفوض وكل ما يؤثر عليه بمحاولة إجهاضه مضرّ أيضاً ومرفوض. ولكن الأكيد أن قدره أن يولد ولا سبيل للحيادية في هذا


         الباحث الحرّ يستطيع سبر الحقائق والتعرف عليها وفهم العلاقات المبنية على الهرمية والسيطرة والمصالح، لأنه متخلص من الخوف واللامسؤولية معاً واللذان هما تطرفان ويستطيع أن يرى خلال المشكلة وما وراءها ولا ينحصر نظره في الحالة العاطفية التي تهاجم الباحثين النمطيين عند محاولة إيجاد حل. إنهُ يعي شكل المجتمع الحالي ومشاكله، ولديه تصوّر لما يريد أن يصل إليه. إنه يعرف ويلاحظ ويستنكر كلما يخالف الطبيعة في علاقة الدولة بالناس وفي علاقات الناس بين بعضهم. يعي الظلم ويعرف قلبُه الشلل الذي يسبّبه التنافر والخوف والعنترة المفتعلة اللامسؤولة، ويدرك أن هذا غير صالح لبناء الحياة في أي مكان. قد يعدم الوسيلة حينا ً لمواجهة الواقع، وقد يضيع أحياناً بين المتضادات ولكنه بالتأكيد لن يصفق للظلم ولا للفساد والجهل. عمل المثقف في المدينة كما يقول أحدهم هو وقف الهراء. إنه بعكس رجل الدين ورجل السياسة لأنه غير مقاد بالمصالح ولكنه واعٍ لها، غير مهتم بالطوائف ولكنه مدرك لحاملي فكرها الانعزالي، غير خائف من التغيير ولكنه مسؤول فيما يفعل وشجاعٌ في انتقاد الخطأ، وما أسرعه في انتقاد نفسه وفي قبوله النقد لأنه يعرف أن الكمال ليست واحدة من صفاته العديدة.

         
هو يدرك أن الافتعال لا يصنع الحياة وأن الفعل الحرّ وحده ما يستحق الاحترام، وفي قرارة نفسه يعلم أن النباتات لا تنضج بنفس الوقت، والناس كذلك تحتاج لاختبار الحقائق حتى تتبناها، تحتاج للإدرك حتى تتبنى الحقائق، بينما يتسرع المسيس والمتدين لاتخاذ القرارات المسبوقة بالقوانين والنصوص لأنهما محتوَيان فيهما غير قادرين على الخلاص من براثن أحد اشكال العبودية في هذا العصر.

         
وأخيراً ليست الثورة عملاً فردياً فقط ولكنها عمل فردي في جوهرها. وليست عملاً جماعياً فقط ولكنها أيضاً عملٌ جماعي في جوهرها.

        ينمي الباحث نفسه ويطور قدراته على ملامسة الحقيقة واستخلاصها من كل الأمكنة، هو ليس عدوا لأحد، وليس خصم أحد، ولكنه لا يسكت على ظالم حتى ولو كان هذا الظالم من يكن، وحتى لو حاول الظالم التذرع بالذرائع والقوانين والنصوص والاثباتات لأنه يعرف كيف يضع هذه الوسائل في خدمة الغايات دون تردد وبملاحظة ثاقبة للزمن. هو لا يستطيع في هذا الصدد أن يجعل الناس تتقبله كصديق دائماً، فهو لا يتدخل في تصاريف الناس ولا في تقييماتهم، ويظل هدفه الأسمى الدفاع عن حقه بالتعبير، ولأنه يدافع عن حقه في التعبير فهو يفعل الشيء عينهُ مع الناس الذين يعتبرهم أنداداً له.

         
ولأن الحياد موت، والمحايد خارج دائرة الحياة المحاطة بالأخطار، ويعيش على شاطئ مهجور وهادئ ورتيب ومثقوب فوقه الأوزون وهو ينظر وينتظر لأنه لا يريد أن يعيش إلا في مخيلته المكبِّلة وأوهامه، فإن الباحث الحرّ لا يكون حيادياً ولكنه ينحازُ إلى الحق الذي يراه ويراعي حقّ الآخرين في خياراتهم حتى ولو اختاروا أن يبقوا كذلك. هو يسعى للتعبير عن نفسه كوردة تنشر عطرها في الأجواء دون الهوس بالنتائج ودون فرض آرائه وقناعاته التي كونها مع الوقت.

25‏/07‏/2012

دعني أبكي على صدرك الآن وأعتذر"



كنا نركض
والدمُ ينزّ من أرجلنا
والزبدُ يرغي على تلك الشفاه
والبواريد تتدلى من أعناقنا كصلبان مكسرة قديمة
................
كنا أحمقين كلانا لا يرى أبعدَ من أنفه
زوجتي تنتظرني في البيت 
وأمّهُ تستعدّ لاستقباله بالأرز وفطير من حنطة
كذب السّياسييّن ونشرات الأخبار أحالنا حينها إلى حمقى!
..................
عندما نجلس الآن أنا وهو
نحن من قاتلنا بجيشين مختلفين
وتحت علمين قماشيين مختلفين
وحرقنا الأخضر واليابس ومتنا عشرين ألف مرة
على امتداد الآرض
عندما نجلس الآن يختنق صوتي
وأنا أقول له: 
"آسف لأني لم أنظر إلى عينيك في ذلك الصّباح الموحش
ولأني لم أستطع التعرّفَ على نفسي فيك حينها
يا ابن أمي الأرض...
دعني أبكي على صدرك الآن وأعتذر"

10‏/07‏/2012

The Tugboat

It's not what it seems, not  about being sorry after all this long period when you're asked and you found no excuse but "I'm sorry", it's not to apologize when it's not gonna work anymore, when it's really too late!
You made the majority of your mistakes while thinking of consuming everything around you, while feeling that the entire vast world was only found to feed you like a huge chest. And, that is very unlike you. At the end of the day, you became another idiot wondering whether it was really worthy. Does it really worth the candle? Or you were cheating on yourself, in order to cheat on everybody else?!
This is what makes all this confusion about this issue flows up on the surface, that might be the ugly face of truth and perhaps it's the nicest face at all.
When you steal everything including your inner voice, the voice on which you spent days and nights focusing, when you lose your brightness deep down in the bottom of your eyes, when your horror is increased and your peace of mind is no longer exists; this is the point when you have to do something to avoid the madness within your soul.
This is what it's all about from the beginning of time to the end. You're utterly consumed by your dreams, your success and fails, by the way in which you think of your  narrow world, and upon loosing and gaining you always forget the basic element beyond this all. humanity!
You can always put your own humps closing up the chain around your imagination, and you can at the same time open up your heart and soul to the next level. You're much like a tugboat pulls all this stage behind, Yes dear you're dragging the whole universe, and you can allow it to pull you to the deep ocean, but you cannot let it go. You're a tugboat!
It all depends on you, on me, on us, as long as we're one big family rounding about the meaning of life forgetting that the only meaning that's really exist is the one we give to life in other words to our very present moment.
If we didn't take into consideration that the only minute is the very present minute, if we couldn't look beyond the sky for one second, then obviously we're gonna sink with our foolish. We give meanings to things, we allow them to exist, and we surrender to our nightmares and give up fighting. It is always about us here and now, nothing more at all.
Illusion is the only way out of this, and meditation is the only way in. Keep that in mind.

من يدفع الإنسان؟

يا باهتاً كرَصيف حبرٍ في شوارعَ من زجاجْ
يا تائقاً للحبِّ لكنْ لا تُصنّعهُ يداك
هلّا دنوتَ لأستريحَ على خطاكْ؟

آهٍ على قلبي...
تربّعَ ألف شيطان هنا في ظلهِ وتواطؤوا
وتجادلوا كلٌّ على ترسٍ وسيف
يتقاتلونَ على انعكاسات الحقيقةْ
وأنا أفكرُ غارقاً
هل يحملُ الإنسانَ حقاً توقُهُ؟
أم نزوةٌ فرديةٌ؟
هل يدفعُ الإنسانَ حقاً روحُهُ أم بعضُ أوهامِ أنيقة؟

آهٍ على قلبي...
جفّت سماواتي من الشهُبِ الكثيرة فجأةً
وسمعتُ في نفسي ضجيجاً صاخباً
كالقطرِ يملأ حلقَ طفلٍ بالحلاوة باضطرادْ
كانَ الحزينُ على صفات الله فيهْ
يبكي وحيداً كي أراهُ فأشتريهْ!!

Success, Myself and Others.

Four days back, I had a rather meaningful conversation with one of my closest friends, in which he insisted that I have to stop thinking about finding solution for the world and to be logical enough to think for myself, and myself only, rather than thinking of the well being of the others! He said that I am repeating the same thoughts, circling around the very same point in vain, living a big illusion about changing the world whereas it is “myself” that I should really care about; my career, improving my life to be "successful" and reach etc. 
Now, I think he is right in some of what he demonstrated; especially that one cannot change the world without starting with the man in the mirror. That is utterly true! But, the change should not stop there. For, what is “success”? Is it is about more possessions or it is a work to describe the advanced way by which we relate to all the living things around us? And, wait a minute; how to draw the borderline between “myself” and the “others”? Is not it relevant to talk about the resources that we share, and the similarities that we all have in common in order to survive when we talk about such an issue? And, lastly, what is change? is it not a continuous revolution and it starts with us and expand to the others effortlessly. Strawberry takes less time than apples to be ready and grown up, and it does change in a different way than the apple does, each fruit changes in its own way and takes its own shape, and that is how is the change that is natural and preserved in time. Forced changes is like coloring the green strawberry in red, but it fades away after reality sprinkles it with a few drops of water!
When I first heard my closest friend speaking, I was surprised not only because he is suggesting that I better stop minding anything beyond my "capabilities" but, because I refuse the whole idea of capability at all. He was indirectly propagandizes the very same story in the same ordinary way we grew up limited by! I mean, what is the ring between us and the world, and between each of us and the rest of us? Are we meant to keep living the same god damned life surrounded by unawareness everywhere we happen to be, any society we happen to explore or study? Are we supposed to stop thinking about the main roots of our difficulties and serious problems expressed by pollution, wars, hunger, inequity, and poverty, almost everywhere on the surface of the planet? Are we supposed to act blinded by our own will because some of us think that it is beyond our capabilities and thus responsibilities? Well, I don't think so. And above it all, what is the outcome of any individualistic contribution on any of these topics.
One may not see the whole picture, yet he \ she can see things that are obviously threatening our existence, harvesting thousands of lives and destroying our only home every single day.
When systematic scarcity produced poverty and hunger, bad educational systems produced faceless generations convinced in competition and loyalty to outdated systems, and giving so much attention to man in power. It is now an easy for them to manipulate people and make soldiers who have no idea about the real success in saving life, solving problems and sharing resources! Who keep fighting till they die with their heads full of bullshit principals and outdated religious, national, racial notions, which sadly and most ironically were put by the same businessmen and bankers who are enslaving them day and night!!

Is There Any "First Step" At All

  Accidentally, and without any kind of deep concentration, or obsessed observation I had a feeling that there is no "first step" in real life, and it is a mere empty lie to tell someone as to "encouraging him" that he \ she just has to take the first step and the path will be easier, smoother, clearer as he \ she continues.
Well, now this might look strange for a while before it gets normal again, but I don't think things are arranged in this particular distinctive way of which people used to consider their reality upon. To sum up, there is always a process during which changes happen, achievements and thus pleasures come along and accrue. Therefore, every moment we experience, every tiny action or thought that flashes in our lives, or every breath we simply take is a starting point or a "first step" to what follows, regardless of good and evil, right and wrong, or even achieved or not... etc.
To use the phrase "first step" means to admit that we are living in an assumed world, where things are truly built in certain way, where all our expectations are true and matching reality. And that we need nothing but to set our goals, adjust a time or a moment to start, and launch the attack when it is due. Isn't that what we actually, and so called "normally" do? Well then, what happens if try to go further? can it be the most complicated and time-wasting thing we have ever known! Is there any other simpler way to doing it? 
Our consideration of an organized world where everything goes according to our plans, and every abstract we might face is to be solved at the earliest to keep up with our wanted goals, in addition to the whole frequency our minds seem to operate on can be easily proven wrong in anytime we stop these engines for a while and give ourselves time and enough attention to express its inner voice. Because, above all the journey we have led and crossed, and after all the mind experiences we have gone through, reality has another odd story to tell. For, it doesn't always act accordingly, and it always appears to have another hidden achievements and it seems to define those abstracts differently.
We are in front of something we have always denied, we are in front of different human being with different reactions and different results each and every time. We are in front of different (us) every time!
We give meanings to things, we allow them to exist, and we surrender to our dreams nightmares and give up living. It is always about us here and now, nothing more at all.

Say we work our minds to figure out a method to solve a critical - psychological - problem, we study everything we could ever find about such an issue, we read thousands of books, we listen to millions of lectures, and we put all our academic background and life experiences automatically turned on to help us throughout the process. When we begin to dirty our hands with the case, starting to observe the very problem that we deal with, and the very person we examine, everything we studied suddenly becomes not of an important value, and our background seems to be helpless or not accurate in our current work, it stops presenting itself as a concrete knowledge and crosses the border of tenses to expand into the present moment. In this point you cannot separate between past and present, nor you can tell where was the starting point at all.

02‏/07‏/2012

وقائع في أذن الزمن الحديدية...


       ذات القصة تتكرّرُ مراتٍ ومرات، ولا يتغيّر شيء سوى أنهم يزداودن خبرة وتزداد الشعوب غباء وتبعية!!

حدث هذا يوماً ما في "بنما" عندما تخلصت وكالة الاستخبارات الأميريكية الـ "سي آي إي: من "عمر توريخوس" الذي أعاد التفاوض على قناة بنما مع "جيمي كارتر" بعدما بعثوا له بـ "جون باركينز" وفشل بإقناعه بالتخلي عن مشروعه مقابل السطلة والمال، وحدثَ الشيء عينه قبلهُ في إيران عندما أطاح الشاه (ومن وراءه أصدقائهِِ الأمريكيون طبعاً وعن طريق "روزفلت" وبعض الملايين التافهة من الدولارات التي يصنعونها بلا أي رقابة وبدون رصيد) المهم أطاحوا وقتها بـ "محمود مصدّق" المنتخب من الشعب والمناهض لسياسات أرباب النفط، وجدثَ أيضاً في "الإكوادو" عندما اغتالت استخباراتهم "خاييم رودوس" بعدما رفضَ أن يوافق على نفوذ "يونايتد فروتز" والشركات الأميركية الأخرى في بلاده، ولم يستطيعوا تغييرهُ وجعله يقلل "يباس رأس" عندما قال ل"جون باركنز القاتل الإقتصادي الموضف في القطاع الخاص حينها لصالح الحكومة: " إنظر يا "خوانيتو" (كان يناديه بخوانيتو)، لا أريد المال لي ولا لأسرتي، لا أريد أن أصبحَ غنياً، كلُّ ما أريدهُ هو أن نتحرّر ونتخلص من هذا الاحتلال الرّهيب لدول الشمال، أنتم تعاملوننا بإجحاف!" (يقصد الاحتلال الاقتصادي لأمريكا اللاتينية من قبل السي آي إي والشركات الأمريكية التي تختفي خلف الديمقراطيين والجمهوريين في البيت الأبيض) وقال أيضاً: "أريد للولايات المتحدة أن تدفع ثمن الخراب الذي سببتموه هنا" وطبعاً اغتيل بعد تسلمه الحكم الديمقراطي بفوز ساحق لم يحدث مثله في تاريخ الإكوادور. اغتيل بتخطيط وتنفيذ ضباع المخابرات عن طريق تفجير طائرتهِ بعد محاولة "تسميم فاشلة" قبلها بفترة. حدث أيضاً في فينزويلا 2001 عندما دفعوا للناس الكثير من الأموال لتخرج للشوارع وتحتجّ، واستطاع "تشافيز" بحنكته أن يقف في وجه الولايات المتحدة ويقول لهم: "كلو هوا، ما إلكن معنا خبز!". ثم حدث في العراق عن طريق الناس... بدلا من الأموال الطائلة والخسائر والجيوش نجعل الشعب يقوم بالمهمّة عنا، ونكون نحن جاهزين للانقضاض في اللحظة الحاسمة. حدث هذا أيضاً في ليبيا عن طريق الناتو... الناتو الذي يتظاهر الملاييين ضد بقائه أصلا في أوروبا والولايات المتحدة ويبوس العرب النعال مستجدين نصرهُ على بعضهم كالشياطين!! الناتو بصمة العار على وجه الإنسانية المجعّد، أصبح مصدر قوة وفخر للعرب الجهّال ومقصداً لحجهم وطوافهم.

حدث الشيء ذاته مع جاميكا بطريقة أخرى، صندوق البنك الدولي الذي هو أمريكي بنهاية المطاف فرض على جاميكا أن تستدين مبلغاً ضخما ً من المال لمكافحة الفقر والجهل والبطالة وتقوية البنى التحتية (وهو ما لم يحصل) وبعد بضع سنين كانت جاميكا تدفع أكثر من خمسين بالمئة من ميزانيتها سداداً للديون لصندوق النقد وازداد الفقر وارتفعت البطالة!!

هذا ولم نذكر الحرب العالميّة الثانية والقصّة الكاذبة لقاعدة "بول هاربور" الأمريكية التي ادعى الأمريكان وقتها أنها قصفت من الجيش الياباني (وهو ما قال مسؤولون رسميون في الجيش والمخابرات الأمريكية فيما بعد إنه لم يحدث أبداً) ولم نتكلم عن تغذية الولايات المتحدة لكل الجهات المتصارعة تقريبا في الحرب العالمية وما بعدها إلى يومنا هذا، لم نذكر كيف باعت الولايات المتحدة وقود الطائرات الألمانية وهي تقصف باريس وباعت باريس الأسلحة ومضادات الطائرات، لم نذكر اسرائيل، ولم نذكر أن الحجة التي شن الأمريكيون بموجبها حربهم على الفيتنام كان كذبة تجارية لبائعي الأسلحة ورجال ونساء الاقتصاد، وراح ضحيّتها أكثر من 3 ملايين إنسان فيتنامي وتدمَّرت بلد كاملة، ولم نذكر مجاعات أفريقيا والسّرقات المستمرّة والعبودية فيها، ولم نذكر سوريا وشركة بلاك ووتر الأمريكية (وهي قطاع خاص يعمل لتنفيذ المخططات القذرة للسي آي إي) وقد نشرت أكثر من 2000 جندي على حدود وفي داخل سوريا بحسب الرويات العديدة ومنها رواية صاحب برنامج حصاد الأيام والمؤرّخ المخضرم "محمّد حسنين هيكل"، غير أدوارٍ خفية سلبية تلعبها الجهة نفسها لجهة تصعيد وتأزيم النزاع في سوريا من خلال أحلاف إقليميين على حدّ قول بعض المؤسّسات الداعمة والداعية لتظاهرات "أوكيوباي وول ستريت" في منهاتن والتي اتسعت دائرتها لتشمل الكثير من مدن الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل! ليس هذا فقط ولكن بالمقابل لا يتصرفون بنية الحسم في هذه المنطقة من العالم ولا يريدون الحسم ولا يعنيهم الحسم الآن لتستمر القصة وتكبر وتتسع وتسحق فيما تسحق كل المتصارعين الأغبياء في عالم أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه غير عادل، ويعاد إعمار البلد عن طريق "هلبرتون" و"إكسون" وسواهن من الشركات التي أعادت إعمار العراق بعد أن خربتها بقسمها العسكري يوماً ما حيث أن الجيش الأميريكي والمخابرات الأمريكية ما هي إلا أداة لتنفيذ مصالح الأباطرة الحقيقيين والذين هم نخبة من أصحاب البنوك والشركات التي تدير دفة الرئيس في البيت الأبيض بغضّ النظر عن كونه ديمقراطياً أم جمهوريّاً

ولا تنسوا حادثة البصرة 2004 والعملاء البريطانيين الذين قبض عليهم وهم يطلقون النار في أحياء سنيّة مرتدين لباسا شيعيا، ثم تبين أنهم كانوا يفعلون الشيء عينه في الأحياء الشيعيّة بلباس سنّي!! وعندما قبضت عليهم الشّرطة البصريّة أرسلت الخارجيّة البريطانيّة تطالبهم بالإفراج عنهم على الفور ورفض البصريّون حينها فداهمت الدّبابات السّجن وحطموه وأخرج العملاء بالقوة!! يا لفضاعة ما يحدث!!

نحن ندمر بأيادي السّياسيين وأصحاب المصانع العديمي الرّحمة، نحن مصدر قوتهم ومجال استثمارهم ولكننا مستهلكون غفلة نتصرف وكأن هذا لا يعنينا.
Top of Form

Bottom of Form