02‏/07‏/2012

وقائع في أذن الزمن الحديدية...


       ذات القصة تتكرّرُ مراتٍ ومرات، ولا يتغيّر شيء سوى أنهم يزداودن خبرة وتزداد الشعوب غباء وتبعية!!

حدث هذا يوماً ما في "بنما" عندما تخلصت وكالة الاستخبارات الأميريكية الـ "سي آي إي: من "عمر توريخوس" الذي أعاد التفاوض على قناة بنما مع "جيمي كارتر" بعدما بعثوا له بـ "جون باركينز" وفشل بإقناعه بالتخلي عن مشروعه مقابل السطلة والمال، وحدثَ الشيء عينه قبلهُ في إيران عندما أطاح الشاه (ومن وراءه أصدقائهِِ الأمريكيون طبعاً وعن طريق "روزفلت" وبعض الملايين التافهة من الدولارات التي يصنعونها بلا أي رقابة وبدون رصيد) المهم أطاحوا وقتها بـ "محمود مصدّق" المنتخب من الشعب والمناهض لسياسات أرباب النفط، وجدثَ أيضاً في "الإكوادو" عندما اغتالت استخباراتهم "خاييم رودوس" بعدما رفضَ أن يوافق على نفوذ "يونايتد فروتز" والشركات الأميركية الأخرى في بلاده، ولم يستطيعوا تغييرهُ وجعله يقلل "يباس رأس" عندما قال ل"جون باركنز القاتل الإقتصادي الموضف في القطاع الخاص حينها لصالح الحكومة: " إنظر يا "خوانيتو" (كان يناديه بخوانيتو)، لا أريد المال لي ولا لأسرتي، لا أريد أن أصبحَ غنياً، كلُّ ما أريدهُ هو أن نتحرّر ونتخلص من هذا الاحتلال الرّهيب لدول الشمال، أنتم تعاملوننا بإجحاف!" (يقصد الاحتلال الاقتصادي لأمريكا اللاتينية من قبل السي آي إي والشركات الأمريكية التي تختفي خلف الديمقراطيين والجمهوريين في البيت الأبيض) وقال أيضاً: "أريد للولايات المتحدة أن تدفع ثمن الخراب الذي سببتموه هنا" وطبعاً اغتيل بعد تسلمه الحكم الديمقراطي بفوز ساحق لم يحدث مثله في تاريخ الإكوادور. اغتيل بتخطيط وتنفيذ ضباع المخابرات عن طريق تفجير طائرتهِ بعد محاولة "تسميم فاشلة" قبلها بفترة. حدث أيضاً في فينزويلا 2001 عندما دفعوا للناس الكثير من الأموال لتخرج للشوارع وتحتجّ، واستطاع "تشافيز" بحنكته أن يقف في وجه الولايات المتحدة ويقول لهم: "كلو هوا، ما إلكن معنا خبز!". ثم حدث في العراق عن طريق الناس... بدلا من الأموال الطائلة والخسائر والجيوش نجعل الشعب يقوم بالمهمّة عنا، ونكون نحن جاهزين للانقضاض في اللحظة الحاسمة. حدث هذا أيضاً في ليبيا عن طريق الناتو... الناتو الذي يتظاهر الملاييين ضد بقائه أصلا في أوروبا والولايات المتحدة ويبوس العرب النعال مستجدين نصرهُ على بعضهم كالشياطين!! الناتو بصمة العار على وجه الإنسانية المجعّد، أصبح مصدر قوة وفخر للعرب الجهّال ومقصداً لحجهم وطوافهم.

حدث الشيء ذاته مع جاميكا بطريقة أخرى، صندوق البنك الدولي الذي هو أمريكي بنهاية المطاف فرض على جاميكا أن تستدين مبلغاً ضخما ً من المال لمكافحة الفقر والجهل والبطالة وتقوية البنى التحتية (وهو ما لم يحصل) وبعد بضع سنين كانت جاميكا تدفع أكثر من خمسين بالمئة من ميزانيتها سداداً للديون لصندوق النقد وازداد الفقر وارتفعت البطالة!!

هذا ولم نذكر الحرب العالميّة الثانية والقصّة الكاذبة لقاعدة "بول هاربور" الأمريكية التي ادعى الأمريكان وقتها أنها قصفت من الجيش الياباني (وهو ما قال مسؤولون رسميون في الجيش والمخابرات الأمريكية فيما بعد إنه لم يحدث أبداً) ولم نتكلم عن تغذية الولايات المتحدة لكل الجهات المتصارعة تقريبا في الحرب العالمية وما بعدها إلى يومنا هذا، لم نذكر كيف باعت الولايات المتحدة وقود الطائرات الألمانية وهي تقصف باريس وباعت باريس الأسلحة ومضادات الطائرات، لم نذكر اسرائيل، ولم نذكر أن الحجة التي شن الأمريكيون بموجبها حربهم على الفيتنام كان كذبة تجارية لبائعي الأسلحة ورجال ونساء الاقتصاد، وراح ضحيّتها أكثر من 3 ملايين إنسان فيتنامي وتدمَّرت بلد كاملة، ولم نذكر مجاعات أفريقيا والسّرقات المستمرّة والعبودية فيها، ولم نذكر سوريا وشركة بلاك ووتر الأمريكية (وهي قطاع خاص يعمل لتنفيذ المخططات القذرة للسي آي إي) وقد نشرت أكثر من 2000 جندي على حدود وفي داخل سوريا بحسب الرويات العديدة ومنها رواية صاحب برنامج حصاد الأيام والمؤرّخ المخضرم "محمّد حسنين هيكل"، غير أدوارٍ خفية سلبية تلعبها الجهة نفسها لجهة تصعيد وتأزيم النزاع في سوريا من خلال أحلاف إقليميين على حدّ قول بعض المؤسّسات الداعمة والداعية لتظاهرات "أوكيوباي وول ستريت" في منهاتن والتي اتسعت دائرتها لتشمل الكثير من مدن الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل! ليس هذا فقط ولكن بالمقابل لا يتصرفون بنية الحسم في هذه المنطقة من العالم ولا يريدون الحسم ولا يعنيهم الحسم الآن لتستمر القصة وتكبر وتتسع وتسحق فيما تسحق كل المتصارعين الأغبياء في عالم أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه غير عادل، ويعاد إعمار البلد عن طريق "هلبرتون" و"إكسون" وسواهن من الشركات التي أعادت إعمار العراق بعد أن خربتها بقسمها العسكري يوماً ما حيث أن الجيش الأميريكي والمخابرات الأمريكية ما هي إلا أداة لتنفيذ مصالح الأباطرة الحقيقيين والذين هم نخبة من أصحاب البنوك والشركات التي تدير دفة الرئيس في البيت الأبيض بغضّ النظر عن كونه ديمقراطياً أم جمهوريّاً

ولا تنسوا حادثة البصرة 2004 والعملاء البريطانيين الذين قبض عليهم وهم يطلقون النار في أحياء سنيّة مرتدين لباسا شيعيا، ثم تبين أنهم كانوا يفعلون الشيء عينه في الأحياء الشيعيّة بلباس سنّي!! وعندما قبضت عليهم الشّرطة البصريّة أرسلت الخارجيّة البريطانيّة تطالبهم بالإفراج عنهم على الفور ورفض البصريّون حينها فداهمت الدّبابات السّجن وحطموه وأخرج العملاء بالقوة!! يا لفضاعة ما يحدث!!

نحن ندمر بأيادي السّياسيين وأصحاب المصانع العديمي الرّحمة، نحن مصدر قوتهم ومجال استثمارهم ولكننا مستهلكون غفلة نتصرف وكأن هذا لا يعنينا.
Top of Form

Bottom of Form

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق