31‏/10‏/2012

قصة قصيرة.

أيّـامنـا تمضي آه لشـقوانا        والعيشُ يقلبنا في الصّرفِ ألوانا
والرّوحُ ميتةٌ في مَهْمَهٍ قذرٍ       الصَّمتُ أقلقَها،  تشـــتاقُ بركانا
حتامَ نهجرُها بالموتِ نحكمها؟   قد آن مَبعثها  في الشـفِّ إنسـانا

الحرب الأهلية

ليس هناك من حرب "أهلية"

لا يوجد شيء أهلي في الحرب

هناك فقط حرب قذرة..

وأفراد لا مسؤولون يعبدون الإله التلفاز

وآخرون يصدقون وصدقوا أن الحرب قد تكون خاتمةً للحروب

وهم أكثر بؤساً



يقول صوت المذيع أن الحرب الأهلية قامت في سوريا

وأن البساط قد سحب من تحت الثورة

لتتحول من ثورة مجتمع مدني إلى ثورة تصفية حسابات بين الشرق والغرب



ويقول الناس ما يقول الإله التلفاز

ولكلٍّ إلهه التلفاز ورأيه التلفاز واختلافه التلفاز أيضاً

حرية عبادة التلفاز مكفولة نسبياً

ويستمرون في التصفيق

كالعبيد



وأنا لن أردّد حتى لو تطحن عظامي في رحى هذه الحرب

لن أردّد حتى ولو أغضب هذا قادة ميليشيات العالم قاطبة

لأنه واضح بالنسبة لي

أن الحرب لا تنهي الحروب

وكما قلت قديماً الأسلحة لا تجلب الحرية ولا الديمقراطية

ولا تغير المجتمع لمدني ولا تكلفل الحقوق

ومسألة شيعي وسني هي مسالة غاية في السخف

ودليل أن مجتمعاتنا هي مجتمعات مفككة أصلاً

ونحن نرفض أن نجعلها متوازنة ونحاول المحافظة على الأنماط القديمة



سني وشيعي!!!!

يا سلام أيها الفكر الخرا

العلماء في مختبراتهم يصنعون التغييرات والموسيقيون يرصعون الوقت بأصابعهم الرشيقة والأدباء والشعراء يخلدون اللحظة الحاضرة وأنتم غارقون ما زلتم قبل 1500 سنة من كان أحق بالخلافة ومن كان يجب أن يحكم عرش المملكة العظيمة مملكة أجدادنا!!!



بالمختصر

انسوا قصة شيعي وسني

فأمم الكفر قد سبقتكم خطوات كثيرة باتجاه الحقيقة

والله الذي اختبروه في سعيهم الحثيث أكثر جمالا من إلهم المشوه

إله السياط وجهنم الملتهبة!



اكتبو على بروفايلاتكم الغبية أنكم لا تريدون الحرب إن كنتم ضدها

وتكلموا في مجالسكم الغبية أنكم لا تريدون الحرب إن كنتم ضدها

فالحرب ليست حربكم حتى

ولا الغنائم غنائمكم ولا السبي سبيكم

ولكن الدماء فقط هي دماؤكم ودماء أولادكم



لا تكتفوا بتكرار أحاديث الإله التلفاز

ولا تتذمروا لأننا لسنا ضحايا دائمين للمجهول

ولكننا ضحايا أنفسنا بالدرجة الأولى.



ومن لا تعجبه الطريقة القاسية في الطرح

فليطرح بالطريقة التي يرتئيها

وليتكلم بالكلمات اللبقة عن الحرب والدماء

وعن جدائل الفتيات الصغار اللواتي سقطن على شوارع الأرض



أما أنا فأحب أن أتكلم هكذا

الإرهابي الذي مات بقصف الطائرة

عندما مات الإرهابي بقصف استهدفهُ من طائرة حربيّة
بكت عينا صديقتي
ومات أربعة أطفال وامرأة بالخطأ

عندما مات الإرهابي بقصف الطائرة الحربيّة
أصبح العالم كلهُ إرهابياً
ودمعت عينا صديقتي وهي تبحث عن عدل الله في خلقهِ

كان الله في عوننا
عندما تسلقنا الجبل نهار الخميس مشياً على الأقدام
ولكنه توقف عن ذلك عندما أوقدنا أطفالنا في بهو المنزل
لنشعل شمعةَ الرّوح الخابية منذ فترة

ربما شعر أن هذا غباءً مضاعفاً
من يدري؟

29‏/10‏/2012

في الوقت بدل الضائع.

 بالطبع تستطيع أن تصبحَ طياراً عندما تكبر
إنهُ عملٌ سهل في الأساس..
تستطيع أن تصبحَ مهندساً أو بنّاءًَ أو ميكانيكيّا

فأنت ذكيّ كفايةَ، ولا تخلو حياتك من الأفكار المبدعة...
وتستطيع أن تركبَ الأمواج وتتسلق الجبال بالطبع

فرجلاك لا تتوقفان عن الحركة حتى وأنت تحاول النوم.

ما الذي حصل يا ترى فأصبحتَ قطعة إنسان مرميّة على جانب الشارع؟
تمضي حياتك في البيت الكئيب، والشركة المملة، برفقة أناس أصبحتَ تخشاهم؟!!
تترنح على وقعِ الخسائر المتتالية،

وتفقدُ جزءاً من نفسكَ مع كل خبرٍ جديد.

أنت قويّ جداً ولكنهم حوّلوك إلى تابع مسكين
فانفض هذه الغبار، إنها تقضي عليك



ماذا يهمّكَ كل هذا الكلام عن الثورة، إذا لم تكن الثورة عملاً خاصاً فردياً أولاًَ؟

24‏/10‏/2012

بؤر التشبيح القديمة الجديدة.

الأديان اليوم بفهمها الحالي هي إيديولجيات لتقسيم الناس وليست طرق للمعرفة وإيجاد الأسئلة والأجوبة حول هذه الحياة الواسعة..

الأديان اليوم بُؤَر تشبيح
 

والناس الطيّبون موجودون في كلّ مكان
لأنه لا يوجد دين بالوراثة...ولكن أوهام بالوراثة






ما معنى أن يولد الإنسان عند عائلة سنيّة مثلاً فيكتبون بجانب اسمه على دفترالعائلة "سني"؟ وإذا ولدَ عند جماعة مسيحيين كاثوليك يكتبون "كاثوليكي"؟؟


أليسَ هذا اعتداءً على الإنسان وتحجيماً لاختياراته وقتلاً لأسئلته التي تصنع الحياة؟؟
أين العدلُ في هذا عندما لا يخيَّر الناس في اديانهم وطوائفهم؟

خدعة المال.



أنت لا تستطيع أن تبني مستشفى من دون مال، لا تستطيع أن تصلح أسنانك من دون مال، لا تستطيع أن تتدفأ في الشتاء من دون مال، ولا تستطيع أن تخوض حرباً من دون مال، ولا تستطيع أن تبني مدرسة من دون مال، ولا أن تتزوج من تحبّ من دون مال، وأنت لا تستطيع أن تحصل على المال من دون عبوديّة كاملة ودون أن تخضع لكامل قوانين المجتمع المتعلقة بالعمالة والاقتصاد.. !!

لماذا يعتبر طرح هذا الموضوع تنظيرا إذاً؟ في حين يصبُّ في صميم تجربتنا الإنسانية الحالية؟؟ 
أوَليست حياتنا موضوعاً هاماً للنقاش؟
 أم أن سلطة الشركات والبنوك هي سلطة مطلقة والتشكيك بالنظام الإقتصادي يوازي الكفر والتجديف؟؟!

الجيوش أم الحب

لا تصفقّوا للجيش القويّ.. جيش بلادكم!!
ففي كل بلد يصفّق أهل ذلك البلد لجيش بلادهم القويّ.. 
لا تصفّقوا! 
فكلنا نموت على أيدي الجيوش... 
وحده الحبّ يساعدنا على التقدّم، أما الجيوش فهي ترمينا في قعر وعاء العبوديّة والبدائيّة!!

كيف يجتمعون للإصرار على ضرورة عدم امتلاك دول معينة لأسلحة الدّمار الشامل في حين يمتلكونها هم؟ 
وكيف لا يتكلم أحد عن الأسلحة التقليديّة كالدبّابة والصّواريخ وكأنها شيء عادي ومقبول؟
ألا تحتاج مؤسّسة الأمم المتحدة أن تكون أكثر نُضجاً؟ 
لا.. قد لا يكون هذا ممكناًَ.. فهي معمولة أساساً للمحافظة على هيكلية الأنظمة القائمة. إنها جزء من اللعبة على أيّ حال...

رأيتُ الله وأخبرني

نعم الطائفة قطيع، وأنا لا أحب القطعان
لا يقتصر كرهي للطائفية على الطائفية نفسها، 

ولكنه يتوسع ليشمل فكرة الطائفة أصلاً 

إذا كنت تؤمن لي النجاة
شكراً... لا أريد النجاة لوحدي
إذا كنت تؤمن لي الأمان
شكراً لا أريد الأمان لي وحدي
إذا كنت تؤمن لي الشعور بالتفوّق
شكراً المنافسة والتفوق لا تعني حذائي في شيء
إذا كنت تعني لي الحقيقة
شكراً أستطيع البحث عن الحقيقة خارج حدود القطيع الضيقة

نعم أنا إنسان ولا تعنيني طائفتك أيها الإنسان
تهمّني رغبتك في الحياة وحاجتك للحبّ وتوقك للسّلم

أيها السّياسي:
أوقفتك عند حدك الآن وقمت
علمت أنك من صنع الطوائف
فالله أخبرني أنه لا يحب أن يكون إلها على قطعان متشابهة
عندما رأيته صباح الثلاثاء

22‏/10‏/2012

إلى صديقي..

كان يعرف أنّ الأرض واسعة
مع أنه لم يبارح منطقتنا قط في حينها

كان يتكلم عن الأرض الواسعة
ويحبها من قلبه
مع أنه لم يجرب السفر حتى إلى دمشق
في ذلك الوقت

كان لا يؤمن بالطائفة
حتى ولو لم يقارنها بالطوائف الأخرى
يكفيه أن يرى نفسه يكبر ويتغير
حتى يتوقف عن الإيمان بالطائفة
التي كتبت عليه دون أن يختار

كان مندهشاً طوال الوقت
وكنت أخاف من أفكاره الجريئة حينها
وأشعر بصدقه في كل كلمة

كان يتكلم فأتفاجأ
وربما صُدمتُ كثيراً - أنا المؤمن - بكلامه
ولكني كنت أعرف أنه يعبّر عني بشكل ما

فعلى بعد سنين قليلة
كان ينتظرني مرحباً بي بفرح

18‏/10‏/2012

في التغيير الجذري.


عندما قلت لك أن الشعر يغيّر الناس أكثر مما تفعل السّياسة، ضحكت في وجهي. وعندما قلت أن التغيير الحقيقي يتطلب وقتاً لن تستطيع الثورات المسلحة اختصاره والالتفاف عليه نظرت لي بقرف واستعلاء. وعندما طلبت منك أن تثبت نفسك وتريني التغيير الذي تتحدث عنه وتعنيه اعتبرتني عميلاً للأنظمة للعربية الظالمة وللماسونيّة العالميّة، وعندما رجوتك أن تقنعني قلت لي بأنّ محادثتي مضيعة للوقت...!!

أيُّها الثائر المسكين، لقد تمّ الضّحك عليك عندما حدّثوك عن التَّغييرات الجذريّة الخارقة. وتم الضّحك عليك عندما جعلوك غبياً وتلفازاً آخراً تردّد ما يريدون لك ترديده. تقبل هذا وابتدئ من جديد، علّ النُّضج يمرّ برأسك أيضاً بالإضافة إلى النباتات الكثيرة الأخرى. 

ثورات الأسلحة هي ثورات مخجلة ومصيرُها الفناء، لأنها بعكس قانون الطبيعة، ووحدها ثورات الوعي الإنساني تخلقُ الأبواب للتغيير، والتجديد.

هل صحيحٌ أن التصفيق ما زال عملةً رائجة؟؟

صفَّقوا للطائرة وهي تقصف
صفّقوا للدبّابة وهي تدكُّ المنازلَ
صفّقوا للجندي وهو يطلق النارَ على الغرباء
على الذينَ أصبحوا غرباءَ بين ليلةٍ وضُحاها
 
في اليوم التالي لم يكن هناك من تبقى ليصفّق

بالنسبة للشعب العنيد وأخبارو..

والله شي بيفحم!!

إنو في شي بعد ينكتب مثلاً؟


أوكي... صباح جديد وشمس جديدة وأفراح وأحزان جديدة
وفيما نتكلم عن الجديد خلينا نراجع الشغلات يلي ضجت فيها هالوسائل التواصل الاجتماعي الرهيبة خلال هالكم عام من ولادتها... أوكي؟

ملاحظة وخطين تحتيها: ما رح نحكي عن الأشياء السخيفة متل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وقصص البنوك ومصالح السياسيين وأزمة الاقتصاد الأوروبي والعالمي وسببها وقصص متل حلف الناتو مين هوي ومين بيمثل.... لأنو ما تم تداولها بأوساط شعبية كبيرة.... يلي حكو عن هالمواضيع كانو قلال كثير وما بيستاهلو ينحكى عنهم.

وهكذا أصدقائي، الأشياء المهمة التي تمت مناقشتها خلال السنتين الماضيتين:

- الربيع العربي (ناس بيقولو ربيع وناس بيقولو خريف طبعاً... وحرية الاعتقاد غير مقدسة وتعرضك للنبذ من أي طرف عدم المؤاخذة).

- النظام السوري (ناس بيقولو ساقط وناس بيقولو ما رح يسقط... ونحنا عم نتساقط على الهدا يا ولد يوم ورا يوم... بتسارع خلاب).

- المعارضة السورية (ناس بيقولو عم تتوحد ناس بيقولو ما بتتوحد, ونحنا صار معنا توحد ناهيك عن الأمراض المزمنة الأخرى متل الإدمان والانفصال عن الواقع وسواه من عقد الكبت الجنسي والمعرفي والديني وسواه أيضاً كذلك الأمر برضو يخويا).

- الجيش الحر (ناس بيقولو بيحمي الناس من المرتزقة العملاء وناس بيقولو هني المرتزقة العملاء.... ونحنا خليها بلا حكي أحسن).

- جبهة النصرة: (ناس بيقولو الله ينصرهن وناس بيقولو الله يخسف الأرض تحتيهن).

- حرر عقلك وفكر: (ناس بيقولو برافو عليهن بينتقدو كل شي وناس بيقولو يكسر إيديهن هني لازم يحررو عقولهم بالأول).

- فيليكس: (ناس بيقولو قصة حقيقية وبيصدقو كل شي قالو عنو وناس بيقول كذابين ولاد كلب كلو حكي فاضي).

إي هيك... نسينا حدا شي؟

صح في بعد شغلة تم تداولها بشكل غير رسمي وهي كلمة غريبة إسمها 'الشعب' ما حدا عرف معناها بدقة (في ناس قالو نحنا الشعب وهدول فشرو يكونو شعب متلنا وناس قالو لأ نحنا الشعب وهذوك هني يلي فشرو يكونو شعب حقيقي مثلنا,,,, وظل الشعب ما لو علاقة وما قدرو لليوم وهذه اللحظة بالتحديد يلاقو تعريف جامع معرّب لهالكلمة الصهيونية)... يلي قدرت إفهمو إنو من كلام الكل قلقانين عليه لأنو يبدو عم يتعرض لشي خطر داهم بس الناس مش فاضية تفكر فيه في ضوء القصص السياسية والاجتماعية والعلمية يلي فوق..

بالله ليش ليفكرو فيه أساساًـ مش ليكون إلو تعريف بالأول؟
حدا بيفكر بشي ما إلو تعريف؟؟؟ ييييي أخوث يحكي وعاقل يسمع.
لازم أول شي يفكرو بالتعريف لنعرف مين الشعب ومين يلي مش شعب مشان نعرف نقرر وهني يعرفو يقررو شي تصور عن ماهية هالشغلة العويصة!!

خلص منعمل مجموعة من التعاريف والأعلام والحدود ومنوزع هالكائنات والخشب والصوبيات والقداحات والولاد يلي عنا على هالتعاريف والأعلام والحدود بشكل متساوي أحسن شي.. وهيك ما منضطر نفكر كثير بالشعب الواحد. ما في غير 'الله' دخيل إسمو واحد بهالكائنات الشغلات الثانية جاية على بنفسجي... ولا أنا غلطان؟

فينا منشان الحرية والديمقراطية وهيك نخلي في حرية حركة واختيار للشعوب يعني منصفهم على الدور واحد وراء الآخر تماماً ومباشرةً وعلى الهواء من استديو العربية والجزيرة والدنيا وإلى آخرو، ومنقلو للي واقف بالأول وبالدور بلا مخاوزة: اختار ونقي أي شعب بيناسب جلالتك؟ في عنا من كل الألوان والأنواع وفي عنا محارم عل الكيلو وفي عنا مساطر وخراطات وكتب وموسيقى يعني ما بتحتاج شي وحياة الله... (ضمانات يعني بتعرفو) وإلا كيف بدو يقدر يختار؟ لازم تضمنلو إنو ما يحتاج... إبرة. هيك منكون وزعناهن وريحنا راسنا ولاقينا أسواق لمنتجاتنا من علوك منطاد وكبريت الفرس وغيرو من الصناعات الوطنية المزدهرة.

وخير الكلام ما قل وشل ّ ودلّ وألّف بين العباد والعتاد.
والله المقصد وهو ولي التوفيق.

17‏/10‏/2012

الثورة وعلامات القيامة...

بالنسبة لمن يتكلم، أو يُضمِر في قلبه، أو يتمنّى، أو يوافق على، أو لا يتخذ موقفاً واضحاً من أن 'الثورة' هي باتجاه الخلافة الإسلامية، أو بأن هذه الأحداث هي أحداث القيامة التي بشرت بها ((مجمل الكتب الدينية لكل المعتقدات، حتى تلك الوثنية والتنجيمية منها)) لهذا أقول:

لا تتكلم عن الحريّة بعد الآن، ولا تتكلم عن الديمقراطية، ولا عن حقوق الإنسان والمجتمع المدنيّ. قل لي ببساطة أنك رجل دين، وأن ثورتك هي إرضاء للنص للذي سبقك كعمل عامة رجال الدين. قل لي أنك تشارك بالثورة قولاً، أو فعلاً، أو تنظيراً، أو تمنّ، لسبب أنك بحاجة إلى الحسنات، وأنك طامحٌ إلى الجنة، راغبٌ بالنعيم، خائفٌ من العقاب.. ولكن لا تكذب عليّ بكلامك عن الشعب والحريّة والعدالة المدنيّة والحقوق. ولا تطلق اسم 'ثورة' على هذه المعارك، لأنّه شتانَ بين الثورة وبين علامات القيامة، إنهما ينطويان على فروقات جوهرية في كل شيء وبشكل صارخ. فباختصار، عمل الثورة هو بزوغ الوعي، وتحقيق العدل، ودعم الجمال، لتحقيق خير الإنسان على هذه الأرض. وهي عمل حرّ يقوم به أناس أحرار، ولا تكون مكتوبة عليهم في نصوص سابقة،  ولاهي تقادير من الله وملائكته، إنها عمل حرّ نقوم به أو لا نقوم ولنا كامل الخيار والإرادة في ذلك.

انتبه... لستُ أريد قمعك، ولا تحجيمك، ولا سلبك حقك في التعبير، ولكني أريد، وأحتاج، وأجدُ نفسي مضطراً أن أضع الأمور في أماكنها الحقيقية، وكان لا بدّ لي من أجل ذلك أن ألفت نظرك إلى الفرق بين الثورة التي يختارها الناس ويبنيها المجتمع فتنجح وتفشل وتكون عرضة للانتقاد كأي حركة تغيير في أي زمان، وبين الحروب الدينية التي تبشر فيها الكتب الكثيرة والتي ملأت وجه الأرض بدماء الأبرياء من المختلفين قديماً وحاضراً بسبب قصور الأديان أو المتدينين (من الأفضل أن نناقش هذا كل على حدة) عن استيعاب حقيقة هذا الاختلاف الظاهري الأيديولوجي من جهة، وبسبب العلاقة الودية الحميمة بين الطائفة والسّياسة وهي ما يحتاج أيضاً للشرح والتوسع فوق ما تتسع له هذه المقالة.

لا تحدثني عن المجتمع الإنساني بعد اليوم ولا عن الخطأ والصّواب، وقل لي بوضوح نحن نبني خلافة إسلامية. فقد ملّ قلبي من التغاضي عن أمثالك واعتبارهم حالات فرديّة.

في أول الثورة في سوريا، في بداية الحرب الأهلية في سوريا، في بداية الأحداث في سوريا.. قلتُ شيئاً وهو أنْ 'لكم ثورتكم ولي ثورتي' والآن أجد نفسي مضطراً لأعيدَ شرحها من جديد. لا أدري، ربما كنت متبلد المشاعر ولكني لا أشعر بأي رغبة بمؤازة أي ثائر على الأرض أو في السّماء يعلق عينيه بالجنة ويعتبر أنه يرضي الله في ثورته. ولا أشعر إلا بالحزن على هذي الشباب وهي تنجرفُ برحى الدين والطائفية والتعصّب، ولا أملك سوى الغضب من هذا الزمان ومن كلِّ النصوص المقدسة المتشابهة والكثيرة والتي تشترك عليها كل الأديان (مع احترامي للمتدينين من كل الأديان)، إلا إنها غاية في التبشير بغدٍ مقرف لا أوافق عليه، ولن أفعل. غد يقول أن الإنسان سيأكل الإنسان بدلاً من أن يساعدَ هذا النصّ وهذا الدّين البشرَ على بناء حياة مستدامة، للتقدم خطوة أخرى نحو العدل والحق والجمال بدلاً من زرع الإيمان السلبي في عقول الملايين.

أين الله من هذا الإله الذي يبشر بالدّماء؟ وأين الدين في هذا الدين؟ وأين الإنسان من الإنسان وهو يردد الأشياء المقدسة التي قيلت على ألسنة كثيرة وينسى أنه صانع الأشياء ومقرر مصيرها وموجه دفتها بأعماله وسلوكه؟

15‏/10‏/2012

أخبرني عنك

أريني جمالكْ
فلستُ أريدُ الجمالَ الخفيَّ
لربّ تربّعَ فوق السّماءِ
لربّ يجيبُ المساءَ دعائي

أريني جمالكْ
فإني أشكّ بك اليومَ
أحتاجُ منكَ النوايا السّليمة
وأفعالَ تعكسُ روحاً عظيمة
أريني جمالكْ
أريني جمالكْ

ففي هذهِ الأرضُ ألفي زعيمٍ وألفي مليكٍ وألفي إلهٍ
ولستُُ اريدُ سوى أن أطالكْ
أطالَ جمالكْ

فبالحبِّ، بالرّوح، بالسّعدِ والمجدِ، 
باللهِ
لا تقلِ اليومَ ربّي عظيمٌ، وربّي جميلٌ، وربّي عطوفٌ
وتصطنعَ البسمةَ الأزلية، 
لروح نقيةْ
فإني أريدكَ أنتَ عظيماً
وأنتَ عطوفاً
وأنتَ جميلاً
وأنتَ كريماً وشهماً أبيا
وإلا فدعني أراكَ كما أنتَ
أخبرني عنكَ
فإنّ الإله - إذا كنتَ تقصدُ شرحَ أموره - ليس غريباً بتاتاً عليَّ

07‏/10‏/2012

لا تضعف أبداً...

نحتاجُ إلى حضن القبيلة الدافئ وإلى جنة الطائفة الموعودة وإلى الفخر المصاحب للمشاعر القومية التي تمت تقويتها بكل الطرق الممكنة عبر الإعلام والمدرسة والمونديالات أيضاً.

نتقاتل ونحن الفقراء ونحن المهمشون ونحن المضطهَدون!!
نتقاتل ونحن الخاسرون....

وما زال محركوا هذه الشعوب يسيطرون على مواردنا ويقتلوننا بأيدي بعض ويحصدون الأرباح الطائلة من ذلك، ثم يأتون في النهاية بعد أن نحرق وندمر ونقتل ونخرب فيعطو
ننا القروض التي تربطنا بهم كالحبل السري بين الجنين وأمه!

لسنا ضعفاء ولكنهم يريدون لنا أن نصبحَ كذلك عن طريق زرع الإيمان السلبي فينا، لسنا غير فعالين ولكنهم يريدون لنا أن نتجاهل منابع الحب الطاقة الحقيقية فينا، لسنا مجرمين ولكنهم يريدون لنا أن نصبح كذلك، ولا طائفيين ولكنهم يضعون بذورها بإصرار بين معاطفنا حتى نتنشقها كل صباح جرعات مضاعفة، لسنا قوميين ولكنهم يحرسون الحدود بالألغام والأدوات المسلحة التي تسمى جنوداً، يفخر كل منهم في أي طرف كان بأنه سوريّ أو مصريّ أو بلجيكيّ!!

ويقولون أنهم يدافعون عن هذه الأرض. هذا غريب فأنا لا أراهم يدافعون عن هذه الارض أبداً... إنهم يدافعون عن جهلنا فقط، لنبقى جهالاً أغبياء لا إنسانيين، ومنزوعي الإرادة.

"غسان... لا تضعف أبداً لأنهم يريدون ذلك.. وهذا سيء لك صدقني"
هذا ما أقوله لنفسي عندما أفقد الفرح وأكادُ أختنق. فبدون الفرح يختنق الكائن الحي المسمى إنسان.
Top of Form

05‏/10‏/2012

أنت والكتب التي تقرأها..


علمتك الكتب كيف تتصرف حيال أي شيء، كيف تدير الشركات وتكسب الأموال وتحسب الخسارة والربح، وأين تقع هولندا، وما هي الصناعات الأساسية في تونس، وما إعراب الاسم بعد حتى، وما المكونات الخفية في للون الابيض، وأين تذهب الأمواج الصوتية وفوق الصوتية و...ما هي مضار التدخين وفوائد البصل والماء البارد على الريق، وكيف يتكون المطر وينهمر من الغيوم، وكيف تفعل ليرضى عنك النبي ويشفع لك أمام الله، وكيف تبر بوالديك، وما الفرق الجوهري بين آي فون وجالاكسي نوت من حيث التجاوب... علمتك أن البواخر تغرق في المياه الضحلة وأنه يتم توسيع الموانئ وتعميقها لأجل هذا الغرض. ولكنها لم تعلمك كيف تقف على رجليك بدون عكازات. لم تقل لك أن تقفز إلى الفعل الحر ولا تخشاه، بل ربطتكَ إلى الميناء وأصبحت أنت كناقلة ضخمة عالقة في المياه الضحلة على مرأى من المارة، تستر عريك الفاضح بأوهام لا تنتهي، وتستشهد بمئات الكتب التي قرأتها حتى سلبتك من نفسك.. فمن أنت الآن؟

الحريّة الحمراء...


في ضوء القمر البارد
كنت تحمل بندقيتك المصنوعة في مكان ما
تنتظر إشارةً لاقتحام المكان..

قلبك يخفق بشدة
والنسيم الوقحُ يجتاز الفضاء كنورس
ثم يضربك بجناحه الرّشيق على خدك فتدمع عيناك
يداك المتخشبتان تطبقانِ على البندقية
وكمن يداعبُ محبوبتهُ في أول الليل
كانَ إصبعكَ يتحسّسُ الزّناد بتلذّذ
وعلى لسانك تتردد أغنية قديمة
"وللحريّةِ الحمراءِ بابٌ... بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ"

تأملتكَ طويلاً
حاولتُ أن أخبركَ عن ألوانٍ أخرى للحرية
وعن أيادٍ "طاهرة" بدل تلك "المضرجة" لفتح أبوابها المغرية
ولكنك رحلت ولم تستمع لي!!
فقد قيل لك مسبقاً أنّ السلاح وحده من يصنع الحرية
وأن الدماء وحدها من يجلب الديمقراطية
وأنت صدقتهم لفرط طيبتك ولصعوبة ما تمر به هذه الأيام
فقد نفذ زيت الحكمة من سراجك وهذا حقك بعد ما رأت عيناك..

في اليوم التالي ازدادَ عدد الشهداء خمسةَ عشرَ إنساناً 
أنتَ وزملاوك الثلاثة وتسع شباب من حفظ النظام 
ورجل وامرأته كانا ماران على ذلك الحاجز ليلتها..

وابتعدت الحرية مرةً أخرى
وربحت مصانع الأسلحة، ومحطات التلفزة مرة أخرى
وتكلموا عنكم في مجلس الأمن...
وكادت ابنتك تفقد عقلها ولكن لم يلاحظها أحد..

وعلى التلفاز صباح اليوم التالي
كان رجل كبير السن يتكلم عن "الحرية الحمراء"
وعن طريق الحرية الذي تعبّدهُ الدماء في سوريا
وكانت امرأة ثلاثينية بثديين بارزين
تتكلم عن تضحيات السوريين الأبطال
وكرم جلالة الملك بتزويد الثوار بالأسحلة النوعية
ثم تكلمت عن تزويد روسيا للجيش النظامي بأسلحة نوعية
ثم استضافت أحدهم... بعد الإعلان
إعلان عن شركة طاقة كبيرة تعمل في مجال البترول
وإعلان آخر عن مَرهَم يقضي على السُّمنة والشحوم الزائدة
وأخر عن شوكولا تذوب في الحلق
ثم تكرر الإعلان الأول عن الشركة النفطية الكبيرة

وعادت المذيعة الشهيّة وضيفها الأصلع
تكلمَ عن عدد الشهداء الذي زادَ عن الخمسة وعشرين ألفاً
وعن الحاجة الماسة للضغط على روسيا
 لتوقف توريد الأسحلة للجيش النظامي حتى يستطيع الجيش الحر الصمود
ثم تكلم عن المناطق العازلة وشكر أصدقاء سوريا
وتكلم في معرض حديثه عن أكثر من مليوني مهجر
وعن ملائكة تقاتل مع الجيش الحر
وعن انشقاقات واسعة في الجيش "الأسدي"
وعن عمليات قريبة مرتقبة بعون الله على كامل أرض سوريا

عشرون رجلاً تسعة منهم من قريتك
والباقون من قرى مجاوة
يتجمعون الأن في مكان ما بأسلحتهم المُربحة
وينوون اقتحام ثلاثة حواجز أخرى ثأراً لك
والجيش يجلب تعزيزات
مدرعتين وعساكر أغلبهم من المجندين الإجباريين
وأهل القرية يجمعون أوراقهم المهمّة وأبناءهم المهمّين
ويهمون بالرحيل إلى أماكن أخرى
ليس فيها حرية حمراء ولا أيادٍ مضرّجة.

02‏/10‏/2012

هنا أحرقت نفسي وأنا الآن حر طليق.

قال له:

لا تفكر بنفس الأشياء كثيراً لأنك حينها تراوح مكانك فقط وتصرف طاقتك هباءً. بل كن جديداً كل يوم، ومفعماً بالحياة كل لحظة. فعندما يخلو رأس الإنسان من الجديد ويحتقن قلبه بالماضي يصبح كنخلة باسقة شامخة في إناء صغير... اضرب جذورك في الأرض البنية وعلق ناظريك بالنجوم المشعة ولا تتوانى في تحقيق أحلامك الآن وفي هذه اللحظة, فأنت فان ٍ ووهج النور في عينيك هو فقط ما يبقيك حياً. تحمّل هذا الواقع وعش معه أو حافظ على كآبتك ترسخها كل يوم جديد وتحيكها بإحكام حول قلبك لكي لا يهتز على دوي المدافع ولا يتراقص على أصوات الطبول!!

أنت إنسان... فاصرخ منزعجاً عندما تغضب، وافرح بشدة عندما تفرح. لا تخبئ نفسك في عباءتك بعد اليوم، لا تسمح للوهم أن يأكل طعامك، ولا للوقار أن يلتهم لسانك، ولا للخوف أن يحيلك إلى دولاب دائري يكرر نفسه برتابة... 

اسمح لهذه الشمس أن تلفح نفسيتك المطوية كسجادة عتيقة على مدخل قصر جميل. كن أنت القصر ولا تكن السّجادة المطوية على المدخل الفاخر لأن الحب لا يلفح القلوب الذابلة بل تصنعه القلوب المنفتحة والأرواح المتحركة... الحب لا يأتيك ولكنك تصنعه.

انظر إلى عيون الناس ولا تنظر إلى هوياتهم ولا تنظر إلى طوائفهم ولا تنظر إلى أحزابهم ولا تنظر إلى أعلامهم ولا تنظر إلى إيديولجياتهم ولا تنظر إلى ملابسهم ولا تنظر إلى شهاداتهم ولا تنظر إلى مظاهرهم... إنك تخسر الأجمل والأعذب عندما تفكر بهذه الطريقة وتحرم نفسك من نسائم الحب الذي لا يغنيك عنه شيء آخر.

وأكثر من ذلك، اسخر دائماً من هذه الحدود التي تحيط البلاد بالألغام والجيوش والأعلام، وساعد بصرك ليضرب لما وراءها. واعرف أن الناس في عكا وفي دمشق وفي مراكش وفي الصومال وفي مدغشقر وجنوب أفريقيا وإسبانيا والبرتغال وفرنسا والأرجنتين والبرازيل وواشنطن وموسكو وبجين والفلبين والقوقاز وتركيا وطهران ومكة وحلب يحملون نفس التوق للحب والوحدة، ويكرهون العزلة ويعانون منها أيضاً. 

كن أنت أنت وسترى أن الكثيرين قد سلكوا طريق الحب في كل الأمكنة فالحب كالموسيقى يجعل السامع يرقص على أنغامها بشغف حتى ولو لم يكن يعرف الكثير عن الموسيقى. 

كن أنت النابض ولا تكن أبداً مزماراً لترديد الأفكار الخالدة والثقافات العريقة والنصوص الرشيقة... كن أنت على نقصك وعجزك وراقب ذلك بفرح وكن سعيداً أنك تتغير.

أنت تنظر حواليك فتشعر بالخواء لأنك لم تتعلم بعد أن النور فقط هو من يطرد العتمة. أما الظلمات فتتصارع وتتجاذب وتتناحر مسببة الخراب. ألا ترى هؤلاء السياسيين من حولك؟ ألا ترى كل هذه الأسلحة؟ وكل هذا المال وهذه العبودية؟ ألا ترى أنك تتحول لتصبح أكثر كآبة كلما سلمتَ بهذه الأشياء واعتبرتها شيئاً مقدساً بعيداً عن عين العقل ومراقبة النفس وخفقات الروح؟ فلماذا لا تنتفض ضدها؟

هل خلقت لتكون بهذه الكآبة يا ترى؟ أم أنك ظللت الطريق وأطلت الغفلة؟
هل خلقت لتكون بهذا الجبن يا ترى؟ أم أنك صدقت الوهم، واكتفيت بالتسليم لكل ما يطرأ، ونفيت الحق والعدل والجمال بحجة أنها أشياء صعبة للغاية؟

أليس وضعك هذا أكثر صعوبة وألماً؟ 
أنت إنسان وفي قرارة نفسك، هناك في الأعماق... يسكن الله الذي تبحث عنه في أكثر الأمكنة سخفاً. فاستشعر هذه القوة وفكر نفسك واذهب بعدها قاتلهم وإن الله لناصرك دون غيرك O.o

فاستل سيفه من غمده وغرسه في باطن الأرض ووضع مسدسه المحشو وعلمه المزخرف وكثير من الأقنعة الأخرى في باطن الأرض أيضاً، وأمر بإنشاء ضريح في ذلك المكان كتب عليه "هنا أحرقت نفسي وأنا الآن حر طليق".