31‏/12‏/2012

حفلة العام الجديد


أنظرُ من النافذة وأرى الأصدقاءَ يحتفلون
يرمون قبعاتهم بفرح ويصرخون بأعلى أصواتهم
قلبي يخفقُ على وقع الطبول
وعيناي تدمعان من تداعيات العام الفائت

أنا أفكر في كل هذا الحزن الذي عايشتهُ
وكل هذا الفرح الذي أراقبه من وراء النافذة

أختارُ الآن أن أخلعَ حذائي
وأراقصُ هذه الألحان بفرح
ما فائدة الانتظار خلف الشبابيك والعمر يمر؟

عام آخر يمضي
دعوهُ يمضي بفرح

30‏/12‏/2012

عيد راس السنة

- هلق إنت مع إنو يحتفلو الناس بعيد راس السنة؟
- إي أكيد يحتفلو أكيد مع
- ليش طيب؟
- كيف ليش؟
- ليش مع إنو يحتفلو مع إنو هالعيد مش إلنا يعني
- إنو شو بيقلبوها مناحة براس السنة مثلاً؟ خليهن يحتفلو أحس
أساساً هالناس بس بدا شغلة الله وكيلك منشان تفرغ هالنكد والهم والحصر
- آآآ أوكي إذا هيك معك حق
- أوكي
- الله يحفظك
- الله يخليك
- سلام
- عراسي والله
- يسلم راسك يا إستاز
- سلام

المستعبد لأفكاره

يدافع الناس عن مصدر بؤسهم
حاول أن تخبر أحداً أن النظام الاقتصادي ظالم
سيقول لك على الفور ولكن ليس هناك من طريقة أخرى لظبط العالم
سينسى أن زوجته ماتت بالسرطان منذ اعوام قليلة لأنه لم يستطع أخذها لتعالج في فرنسا
وسينسى كذلك أن ابنه يتعلم في مدرسة بائسة متخلفة بسبب عدم قدرته على دفع الكثير من المال
سينسى أيضاً أنه نفسه لم يستطع إصلاح ضرسه المنخور منذ أكثر من عامين!!
وسيقول لك بغباء: المال يعطينا الحافز للعمل

يا صديقي إنه يعطيك الحافز لتبقى عبداً فقط.. هذا ليس عملاً هذه عبودية

26‏/12‏/2012

قصة واقعية أخرى

قصة واقعية أخرى:
حدثت اليوم أيضاً.

كانت تقول لي في معرض حديثها أنّ الدين يساعد الإنسان على فهم العالم

وأنها شخصياً استفادت كثيراً من قراءاتها الدينية في فهم فكرة كيف أن الله  خلقنا جميعأً وهو يحبنا جميعأً
قالت لي حتى التجارب الصعبة والخاطئة كانت مفيدة جداً...!!

ذكرت لي بأنها كانت تتساءل وهي صغيرة عما إذا كان اصدقاؤها من الأديان الأخرى سيعانون الحرق والنار!! كانت تخاف من التفكير لأنّ أبيها كان يقول لها بأن التفكير يجعل الإنسان كافراً، وأن هناك بعض الأسئلة لا يجب أن يفكر الإنسان بها لأنها من عمل الشيطان.. يغرسها الشيطان في طريقه لتقوده للغواية والكفر.


في إحدى المرات كانت تجلس في بيت صديقتها وكان أهل صديقتها من دين آخر... كانت تشعر بالضيق الشديد، لدرجة أنها أصيبت بوجع شديد في رأسها وبضيق بالتنفس... ثم إنها كانت عطشى ولكنها لم تستطع أن تشرب من بيت هؤلاء القوم المخلتفين عنها فقد تربت على أنهم كفار.


الآن وقد مر الوقت أصبحَت صديقتي تستطيع التعامل مع الناس بدون النظر لأديانهم ودون حتى مجرد سؤالهم عن هذا الأمر... كان هذا تطوراً ملحوظاً.


قالت لي جملة أحببتها: "لو أني ولدت في مكان آخر لكان ديني مختلفاً على الأرجح".

أحببت هذه الجملة لأني كثيراً ما قلت هذا القول بالتحديد... ومن الرائع أن تسمع أمراً كثيرا ما تهتم به يتردد بنفس الوتيرة على لسان أحد آخر.

كنت سعيدأً بأنّ أحدهم خرج بهذه الفائدة

كل التجارب تفيد الإنسان حتى الصعبة منها
أنا نفسي كانت لي تجربتي الرائعة مع الدين أيضاً
كان طريقي لأعرف أن الإنسان إنسان بغض النظر عن دينه

قصة من الواقع

اليوم قالت لي صديقتي وكنا نحتسي الشاي ونتكلم بعفوية :
عليك أن تشعر بالله أكثر في حياتك
اجلس مع نفسك واشعر بالله يخاطبك من خلال الأديان
 لا تحقد على الأديان يا غسان، فالناس قد خربوها بعكس إرادة الله
هي جواهر صافية ولكن السياسة تخرب عقول الناس

أخبرتها بأني لست حاقدأً على الأديان
وأني لا أكرهها كثقافات
بالعكس هي إحدى مراحل وعينا الإنساني الكلي

مشكلتي الأساسية هي في قبول فكرة أن يكون الله معاقِباً ومجازياً كأستاذ المدرسة
مشكلتي الأساسية أن يكون رجل الدين أو أي إنسان آخر تاجر كبير يغتنم الفرصة للربح
يعمل الحسنات ليربح شيئاً في الجنة
يحب الناس ليكسب بعض الطيبات من الجنة
وبالنتيجة يكره الناس ليكسب مقعداً في الجنة
في الخلاصة:
إذا رباك الدين على أن تنظر بتعالٍ للآخرين فاعلم أنك تهت في الاتجاه الخاطئ
وإذا علمك كيف أنك إنسان آخر وأن الناس الآخرين يمتون لك بصلة كبيرة
فأنت على الدرب الصواب
الفرق ليس بين مؤمن وغير مؤمن بقدر ما هو بين إنسان أناني وإنسان مُحِب
هكذا فكرت اليوم بعد حديثي مع صديقتي التي أحبها
أنا لا أكره الأديان ولكني أكره استخدامها للتأثير على الجمهور سلبياً
ويا لسهولة أن يتمّ ذلك على أي حال

القصة واقعية حدثت اليوم صباحاَ
ممكن يتبع ...

25‏/12‏/2012

التنظير وثقة الأغبياء.

أمسكَ الطير نفسه وابتدأ بقلع ريشهِ
ريشةً وراء ريشة
كان هدفه أن يساعده ذلك على الطيران بحرية
 ولكن المسكين كانت تضطرب أجنحته
وهو يقترب من سطح اليابسة الخشن

صاحَ به طيرٌ آخر:
لا تقتلع ريشةً واحدةً بعد.. فأنت تسقط!!!
بسبب أفعالك اللامسؤولة هذه

قال له الطير بثقة الأغبياء:
كفّ عن التنظير
فالذي يأكل العصي ليس كمن يعدها
لا تنظر إلي من مكانك الآمن في الفضاء
لتخبرني بما عليّ فعله

تركه الطير لمصيره وأكمل طريقه نحو شجرة التين

24‏/12‏/2012

الإنسان الأحمق ليس مفاجأة في تطور الإنسان


لا تشتروا الخوف والذعر... كونوا معاً يداً واحدة
وعندما تكثر الأصوات الناشزة، انظروا إلى أعماقكم
واستمعوا إلى الموسيقى في داخلكم
فهي تساعد الإنسان ليدرك ما لا تستطيع اللغة إيصاله

هذا يخطف وهذا يقتل وهذا يسرق وهذا يبصقُ في وجه الفقير
كل هذا ليس صدفة لنتفاجأ به
لقد تم تجهيز إنسان اليوم ليكون على هذه الدرجة من الحماقة
ليس الله من جهزه ولا الطبيعة
ولكن قادة المجتمع والسياسة
فحذار حذار الخسران الأكبر
خسارة نفسك على مذابحهم الدنسة

19‏/12‏/2012

لا شيء ممنوع في الحرب..


يتناقشون!! وبجديّة!! وفي الصباح الباكر!! والآن بالتحديد!!!
فيمن مسموحٌ أن يُخطف، ومن لا يُسمحُ بخطفهِ على الإطلاق!!!
من مسموحٌ له – بحسب تصوّرهم - أن يموت في هذه الحرب الجرباء، ومن لا يجب أن يموت!!
يغمِزون عزرائيل، آله الموت، الملاك الحطاب، ورجل المهمّات الخطيرة... وينادونه:
" هيي عزرائيل.... من هنا من هنا "
هؤلاء يدلّونهُ على أولئكَ، وأولئكَ على هؤلاء
يومئون له لكي لا يخطيء، أو تتلعثم رجلاه بعتبة الباب فيصطحب أحداً آخر بالخطأ.
إنهم شديدوا الحرص على تطبيق العدل,, ما زالوا يؤمنون بالعدل تخيل!!!

أنا أضحكُ عليكم الآن وأقع على ظهري
وسأحضنكم جميعاً بعدها بحنوّ إمّ على ولدٍ أحمق!
أيها الأخوة الأعداء..
أنتم مثيرون للحبّ..
تجعلون لهب دهشتي قادراً على صهرِ إبريقٍ من الفضة لفرط غرابتكم وجهلكم بالأشياء !
أنتم مثيرون للعجز.. كالأطفال في رحم إمهاتهم لا يقوون على الحركة وتحدّهم الأغشية أنى نظروا!!
كدببة تترنّحُ على قمّةِ شجرة كينا برية عملاقة تلمسُ جبين القمر !!
ماذا أغرى الدبّ حتى صعد شجرة الكينا؟؟
من ضحك عليك أيها الدبّ المسكين؟
من قال لك أن الركوبَ على ظهر النمر كنزوله؟
أو أن فتح حائط بيتك أمرٌ ضروري لاقتلاع الصّبار العالق بجانبه؟

لا شيء ممنوع في الحرب أيها الأصدقاء!
لا شيء على الإطلاق.!!
ولذلك رأيتموني منذ طلوع الفجر أجلس عارياً
أدير ظهري للشمسِ بحذرِ لأخبئَ أطفالكم
وظلي المنسلخ عني كنعل حذاء عتيق يرقصُ مع الريح كبيتر بان
ولذلك أخبرتكم عن الحبّ
ولذلك أخبرتكم عن حرية الإنسان في التنصّل من الحروب كل الحروب
وحريته في كشف خداع التلفاز ورجال السياسة والدين والاجتماع والموسيقى الهابطة المنتشرة كالهم على القلب!
وحريتهُ في استنشاق الحقيقة بدلاً من رائحة حلوق الكذابين طوال اليوم
أخبرتكم عن هذه الأشياء لأني أعرف أن العتمة لا يطردها إلا النور
والظلم لا يزيلهُ من النفوس إلا العدل ونسمات الحقيقة الصريحة اللامزدوجة.

امنعوا الحرب نفسها
ولا تخدعنَّكم الأمم الكثيرة المتضاجعة على أبواب عقولكم كالقُلاع على الألسنة المريضة!
لا تخدعنّكم البسمات على وجوه السّياسيين الحمقى ..سياسييكم وسياسيّي أعداءكم المفترَضين!!
لا تخدعنّكم المهرجانات والاجتماعات.. فما زالت تنعقدُ منذ عبد الناصر، والأسد الأب، وموشي دايان.
لا تخدعنّكم الحداثة، فليست أكثر من غلافٍ جميل ملوّن بالرّسوم البريئة لكتاب مسموم الصّفحات
كتاب عصرنا المبني على الدماء والجوع والدمار والحرب
ثقافتنا هذه مقرفة وإن كنتم منزعجين فغيّروا هذه الثقافة
غيروا هذا الغباء، وهذا الاستنساخ، وهذا التقليد، وهذا الاحترام الكاذب، وهذه اللامسؤولية، وهذا الإحباط وهذا النظام برمته.
غيروا هذا النظام بأنفسكم، غيروا طريقة عمله، وابنوا نظاماً جديداً يناسب طموحاتكم، وإنسانيتكم.
لا تكونوا دعاة حرب بل كونوا دعاة سلام، فالحرب رحى تطحن وليست بلسماً يشفي..
العتم لا يذهب العتم أبداً ولكنه يمازجه ويصبح متطبعاً بطبعه، والحرب لا تقضي على الحرب كذلك.
لا تقبلوا أن تفسّخكم الأوهام، ولا الحقائق..
فأنتَ إن مرض ابنك لا ترميه للكلاب، صح؟ ولا تطعمه للتنانين.. ولكنك تعالجه باهتمام.
ليكن هذا اسلوبك مع الكل.
فالكل ليسوا إلا أجزاء من عالمك.. أجزاء منك.
وبقدر ما يكون ابنك سعيداً بقدر ما ستكون حياتي أفضل لأنه سيصبح قادراً على الإبداع حينها وعلى الخلق.
أنا محتاجٌ إليك بقدر حاجتك لي... وقلب أمّ لا ينبض إلا على وقع أقدام ابنها الصغير لا خير فيه..
الأم الحقيقية تهتم بكل طفل وكل حي وكل شيء
والذي يريد الحق يكون حقانياً في كل موقف وفي كل فعل وفي كل قول
والذي يريد السلام يعمل من أجله ولا يشجع على الحروب ولا يضطر لاحقاً على وضع أطر لها..
أنت لا تستطيع أن تسمحَ للذيب أن يدخل بيتك وتطالبه بالرأفة بأبنك البكر!
ولا تستطيع أن تفجر البيت وتطالب الأبناء بألا يذعروا.. فهذا البيت كان يحمي رؤوسهم.

لا أحد يجب أن يُقتل ويُعتقل ولكن أنفسكم تصوّر وتشوّه لكم الأمور
لأنكم أضعتم البوصلة في غمرة ما يُصبّ في تجاويف أدمغتكم من وسائل الإعلام ورجال السياسة والخراب.
لأنكم تصرّون على المقالة البعيدة عن الواقع الواضح أن داخل شرايينكم فقط تجري الدماء المقدسة!!!

قلت لكم أن الثقافة ضارة بالإنسان عامّة والعربي خاصة  فلم تصدقوني
قلت لكم بالحرف الواحد:
" قريباً سنمتنعُ عن الثقافة بالكامل
وسنتكفُّ عن الاصطهاج كلما قابلنا نبياً جديداً
سنفرح بالشمس والرياح وتقلبات الفصول
وسنرقض بجنون على وهجِ النار
سنصفّق أيدينا كالحمقى، ونمارس الحب بشغف.. نعم.. تماماً بعد أن نمتنع عن الثقافة،
 فهي داء مقرف يجعل الشخص يتحول إلى  قطعة قماش محشية باللحم الفاسد..
  ضننتم أني أنظّر عليكم.. و أداعب عواطفكم
لم أكن أمزح أبداً ولا أهتمّ لعواطفكم بالأصل!
في اللحظة التي تختارُ فيها الحب، تختار الحياة وتستنشق عبير الحرية
كل حروبك الأخرى هباء
فاتنظر صفعة الشمس على خدك الأيسر، وأدر لها الخد الآخر
لأن الطبيعة لن تسامح اللامسؤولين.

18‏/12‏/2012

القوميات والأوطان الباردة.


لماذا يوجد أسلاك شائكة وألغام تحدّ جميع الدول بالإضافة لجيوش مكلفة لتحمي هذه الأوطان العديدة؟

ثمّ لماذا يجتمع ممثلوا هذه الدول (بغض النظر عن كونهم ممثلين حقيقيين للناس) في مؤسسة اسمها الأمم المتحدة ليتحدثوا عن السلم في حين أن النتيجة الوحيدة لعملهم المكلف أيضاً هي مزيد من الحروب؟

لماذا يفتخر النمساوي أنه نمساوي؟ والتونسي أنه تونسي؟ والسوري أنه كذلك؟ 
ن بالسياسة وليس بالطبيعة!!
ألا يدركون أنهم متشابهون؟

لماذا تخرج المذيعات الجميلات على شاشات التلفاز في كل بلد ليدعوا لهذا البلد ولرئيس أو ملك هذا البلد؟ أليس أجدر أن يتمنوا الخير للعالم بأسره، حيث يثبت الواقع أن السلم لا يمكن إدراكه إلا على صعيد عالمي!!

إذا أزلنا الأسلاك الآن من عقولنا وغداً من على الأرض، ثم فكرنا في توزيع موارد هذا الكوكب الجبار الذي قسّمناه وقزّمناه، ماذا سيحصل حينها يا ترى؟ ما فائدة كل هذه الحدود والجيوش والرؤساء والأموال؟؟

الخديعة


الخديعة التي يعيشها سكان هذا الكوكب في هذه الفترة من عمر الأرض، خديعة أنهم مفصولون ومرتّبون على الرّفوف في طبقات تبدأ بالأُسر وما تحويه من تطويع إجباري لعقلية الفرد وغرس المفاهيم المختلفة في رأسه وعقله منذ الصّغر وهو الأمر بالغ الخطورة على الإنسان في مستقبل أيامه، إلى الطبقة الاجتماعية وما تحويه من عُقد من قبيل متعلمين وجهلة أذكياء وأغبياء أغنياء وفقراء وهلم جراً من التصنيفات المريضة وغير العادلة،
إلى القبيلة والعرق واللون، إلى الدّولة بتناقضاتها الكثيرة بمؤيديها ومعارضيها وأحزابها المختلفة، إلى الطائفة ولا عقلانية الانتماء إليها، حيث لا أحد يختار أن يولد يهوديا أو مُسلما أو سوريا أو هنديا أو أبيضاً أو أسوداً ولكنه يتعرّف على كل ذلك في سنيّه الأولى وتغرس المفاهيم والمعتقتدات والوطنيات في رأسه بحيث لا يستطيع لها دفعاً فيما بعد لأنها بلغت من التجذر مبلغاً مكنها من صبغ شخصيته الكلية بصبغتها وفي هذا مخالفة لأبسط مفاهيم الحرية والعدل. وفي اعتبارها "طبيعية" أكبر مغالطة قد يقع فيها الإنسان.

افتح قلبك أيضاً.


أيها المدرس توقف عن سرقة الأحلام
أيها الأب توقف عن قتل الروح
أيتها الأم توقفي عن طمر الاستقلالية بتراب صدرك
أيها الأخ توقف أنت أيضاً عن السخرية وحب التميز
توقف عن بسماتك الفرحة البلهاء بانكسار أخيك موت أخيك وألم أخيك!!!

أيها السياسي تعلم الحب وحل ربطة عنقك فقد خنقتك المراءاة
أيها الجندي ارمِ السلاح وطوق خصر حبيبتك
زين جبين عروسك بالورود ورصع جسدها بالقبل
أيها المستيقظ لا تكتفِ بفتح عينيك ولكن افتح قلبك أيضاً

أخبر طفلك الكبير أن يستمع لصوته الخاص
لا لصوت أفكارك المضطرب ولا أصوات أجدادك في قبورهم
أيتها الأنا تحلي ببعض الصدق
فدعائم أعمدته المتهاوية ترتكز عليك بالتحديد.

الولادة الحقيقية.


يولد الإنسان مرتين، مرّة من رحم أمّه، ومرّة أخرى عندما يحصل على استقلاله كفرد. فيواجه الحياة بعينيه وأذنيه وتفكيره، ويحمل جسدهُ دون عكازات، ويسمح للهواء بالتوغل في شعره بشجاعة.

من يكتفي بترديد أفكار من هم حوله، لم يولد بعد، ولم يمارس الحياة كفرد بالغ.

كن أنت التغيير..


الطريقة التي تعلم بها أولادك، والطريقة التي يعلم جارك بها أولاده، تشجع التنافس، والمصلحة الضيقة، والاستهتار... ولا تشجع الإدارة الذكية أبداً.

الناس في أميريكا وأوروبا وآسيا وأستراليا وإفرايقيا يربون أطفالهم بطرق مشابهة أيضاً.

لدينا ثقافة مجتمع كامل لا تناسب السلم ولكنها تشجع على التنافس والحر. وفي السياسة، إذا فشلت معاهدة لا قتسام الموارد بين جهتين فالحرب هي البديل.

ولذلك يسود السلم فترات بين الحروب ولكنه ليس سلماً حقيقياً.. إنه سلم أجوف هذا المبني على العبودية والذل والخضوع.

فكر بتأمين بديل أفضل. لا تثر على شيء ثر من أجل شيء.


هل يكفي لإيقاف التدمير والحروب والجوع والعبودية أن نتخذ خطوات مباشرة باتجاه محاربة هذه الأمور؟ وهل باستطاعتنا أن نحارب الحرب بالحرب؟ ونظام قائم على العبودية والاستهلاك بنظام آخر لا يستطيع أن يؤمن بديلاً حقيقياً للإنتاجية لا يتحول فيه البشر إلى عبيد بؤساء؟
أوليسَ كل هذه المآسي البشرية هي نتائج غير مباشرة لطريقة سلوكنا، ونظام فهمنا لأنفسنا وللحياة كجنس كامل؟

أومن أنّ الإنسان يحتاجُ لفهم عميق لطبيعة المجتمع والعملية السيكولوجية للفرد، حتى يستطيع استبدال الأنظمة المريضة الحالية بأنظمة أفضل حالاً.. يحتاج هذا للجهد وللوعي الفردي بدلاً من سياسة القطيع التي تطغى على الساحة ويروج لها السياسيون ودعاة التطويف.

أعرف أكثر.


كانوا يمرضونَ قديماً، فيذهبوا إلى رجل الدين أو الساحر..
وكانوا يحتاجون إلى المعونة النفسية، فيذهبوا إلى رجل الدين أو الساحر..
وكان يتأخر المطر في الهطول، فيذهبوا إلى رجل الدين والساحر...
كان الساحر مشغول جداً
ويتكلم في الملائكة والشياطين في وقت فراغه.
-----------
أعطاهم هذا شعوراً بالأمان والانتماء لشيء مقدّس يفوق قدراتهم المتواضعة
ومعرفتهم القليلة عما حولهم من وقائع، وعما في أنفسهم من حقائق علمية.
ولكنه لم يسهم بتخفيف معاناتهم، ولم يحل مشاكلهم
لم يحسّن من شروط حياتهم، بل كان كارثياً في الواقع!
----------
واليوم.. ما زال الناس يذهبون لرجل الدين والساحر
ويوكلون إليهم مهمة الإشراف على التغيير
بالطبع هذا لا يفيد شيئاً في الواقع، ولا يساهم بتحسين الظروف
ولكنه يعبر عن حاجة ماسة للشعور بالأمان،
والانتماء لشيء مقدّس يفوق قدراتهم المتواضعة.

في التغيير الجذري.. الحياد والعنف.

قالت له بصوتٍ مخنوق: هل أقف مكتوفة الأيدي وأنا أرى كل هذا الظلم، وهذا الاستهتار بالحياة، وهذه العبودية؟

فأجابها: لا... لا تقفي مكتوفة الأيدي!
أنتِ إنسانة عبري عن وجودك ورفضك لما يقتل الوجود.

قالت بحيرة: ولكن كيف؟
فأجاب: بأي طريقة غير الوقوف مكتوفة الأيدي.

قالت: ولكن لا يبدو أن ذلك يؤثر حقاً ويقلل من مستوى الظلم !!
فسألها: وكيف ترين أن بإمكانك التأثير على مستوى الظلم بطريقة فعالة؟

فأجابت بعد تفكير: سأشتري بارودة.
فقال لها: وكيف سيتوقف الظلم حينها، هل تستطيع الحرب أن توقف الحرب؟ وهل يستطيع ما يقتل الوجود أن يحمي الوجود؟

قالت: لا أعرف ولكني سأنصر الحق الذي أراه.

.......

بعد ثمانين يوماً، التقيا من جديد، وكانت فرحة جداً. فسألها عن السّبب.

قالت من جملة ما قالت: أنّ الإنسان اختراع فائق الدقة، وأنّ البواريد مصنوعات جافة، و منتجاتها تخترق لحوم الناس بقسوة. ثم أردفت: الضوء فقط هو ما يطرد العتمة. سأحمل العدل على كفي وأمضي، وسأجتث الظلم من قلب الظالم بالكلمة، سأحوّل بيئته وأقلب عالمه الذي عوّده على قبول الظلم. فالظلم طريق مختصر إلى الموت، الحب طريق الإنسان إلى الحياة.

سألها: وإن لم يقتنع معك؟
فقالت: وإن لم يتوقف الظلم إذا استخدمت البارودة؟؟

قال: تحتاجين معجزة!!
قالت: خطأ... أحتاجُ أن أسهم في التغيير الجذري. في القضاء على أساس المشاكل وليس على تداعياتها. فمن يظلم إنما يظلم لأنه مغسول الدماغ.. سأفتح عينيه وأعيدَ له حسه المنطقي بفهم الأمور. إنه يظلم لإرضاء هذا الزعيم أو ذاك القائد، ولأن نفسه تبلدت عن الإنتاج وهو يشعر بالعجز والعزلة.. هو مسكين وسيتوقف عن ذلك عندما يرى نفسه في كل شخص آخر، عندما يستطيع تذكر نفسه عندما كان طفلاً مليئاً بالتساؤلات. وهذه غاية الحرية.

قال: وماذا عن قائده الذي يأمره بالظلم؟
فأجابت: سيتوقف عن الظلم عندما يرى أن لا أحد يقبل منه إلا الحق، عندما يرى الدماغ الذي غسله يستيقظ ليرى الجانب المشرق لكونه إنساناً. ساعتها سيكف عن كونه قائداً.. سيكون إنساناً آخر فقط.

قال: ولكن هذا درب طويل!!
قالت: ولكنه طريق لا بدّ منه. على المدى البعيد.. لا يعنيني أن أقتل ظالماً، لأن الظلم ما زال موجوداً.. يهمني أن أوقف الظلم نفسه وذلك بالتغيير الجذري.

قال: وما هو التغيير الجذري هذا؟
قالت: أن تفعل شيئاً غير تكتيف يديك وغير شراء بارودة جديدة.
أن تملك قلب إنسان ودماغ إنسان وتعيد تخطيط هذه المدينة بالكامل.

16‏/12‏/2012

بلا عنوان أبداً




دعيـني فالغيـومُ تدقّ بابي ...دعي روحي وجسمي واغترابي
فإني في لهيب البعدِ تكـوي جمارُ الشوقِ في صَدري خطابي


يـداكِ على المخــدّةِ تزدريـني تلاطفُ مــا تبـقّى من سرابي

دعيـني قد يواتيـني سُـكونٌ ....... يهــوّن حُـرقتي ويلمُّ مـابي




عُيـونُ مشـاهدينـا تشتكـينا ونحن نعيــشُ في هـــذا الـرُّهـابِ

وها يا طفلُ قد أصبحتَ كهـلاً يطاردُ بعضَ ألحـان الشـبابِ

فقــد خبـتِ الحـيـــاةُ بمقلتيـكَ. وعُـوِّدتا على فصْـل الغيــابِ


عسـى وطني وقــد أمسى يَباباً يزهّـبُ بعضَ مــاءٍ للإيــابِ



03‏/12‏/2012

الهروب من لعنة الحرية.



تعوّدَ الناس في مجتمعاتنا ألا يعطوا أنفسهم قيمة كبيرة، فغالبية الأشخاص يشعرون بلا جدوى أفكارهم وأحلامهم وعدم فعاليتها في أرض الواقع. هم يقولون أشياء من قبيل 'من أنا حتى يكون لي رأي خاص بي؟'، و 'من أنا حتى أغير العالم؟ أنا غير قادر حتى على تغيير نفسي!'.

ونراهم إذ ذاك يهربون من لعنة الحرية، ويضعون حدود شخصيتهم ونموهم بأنفسهم، ليتحولوا إلى أشخاص سلبيين يصفقون لهذا الزعيم أو ذاك، لهذا الداعية أو ذلك ولهذه الأيديولوجية أو تلك!! يهربون دائماً إلى البحث عمّن يتكلم عنهم، ويفكر عنهم، ويتخذ القرارات الكبيرة بالنيابة عنهم أيضاً. وبالمحصلة يتحول الإنسان الذي كان يضجّ بالحياة منذ سنوات إلى فرد مهزوم، ملاحَق، غير ذي جدوى بالفعل، ويكف عن الفعالية التي تربطهُ بالحياة وتضخ الحب في شرايينه ليكون إنساناً وليس مجرد كائن موجود عرضة للتغيرات والأحداث والضغوط.

والتصرف الفردي هذا غير نابع أبداً من غريزة عند الإنسان، وغير مزروع في طبيعتنا كبشر على الإطلاق. ولكن البيئة الاجتماعية التي نعيش وفق شروطها، والأفكار التي رُبينا عليها ونربي أبناءنا وفقاً لها توصلنا في الغالب إلى هذا الشعور بالخواء، وينتهي بنا المطاف في عزلة داكنة، وشعور لا يطاق بالعجز، ورغبة مكبوتة للنمو والحب والحياة، وعندها يصبح خضوعنا سهلاً، والتلاعب بنا وبإراداتنا أمراً بغاية اليسر.

كل واحد منا هام وفعال بطريقة مختلفة، وقد آن لهذا الفشل المتراكم أن ينزاح عن عيوننا حتى نرى جمال هذا الكون وروعته دون الحاجة لعكازات السياسيين والدعاة وقنوات التلفزة التي باتت تخبرنا كل شيء عنا، وكأننا قطيع من الحيوانات المتشابهة الضعيفة المهدّدة دائماً. نحن أقوياء جداً وقادرون على الحب والحياة، وحتى ندرك هذا سنعاني كثيراً وسنصنع مزيداً من الحروب الغبية.

لا تصدق غرف الأخبار!

مع الوقت يتّضح أن الزعماء يصنعهم الإعلام. فإذا أنت بدأت تستشعر كذب التلفاز فاعلم أنك بدأت تخرج من دائرة العبودية.

ملاحظة هامة بالفعل: إياك والتخلص من تلفاز زعيمك لتقع في تصديق تلفاز زعيم آخر. لأنك بذلك تكون فقط قد بدلت الطوق وغيّرت الشخص الذي يكذب عليك فقط. يكون خلاصك حينها بعيداً، وحريتك منقوصة.

ابدأ بالبحث عن معنى خاص لحياتك، معنى تريده أنت، وتنتجهُ أنت، ويهمك أنت... كأن تشتري درّاجة جديدة، أو تتعرفي على صديق حقيقي لتضعي وجهك بين يديه بحب.

ابتدئ بالتساؤل، فالغلاف السّحري الذي نسبغهُ على كل زعيم جديد، ونظام جديد، وثائر جديد، وجماعة جديدة، يجعلها معزولةً عن حدود الوعي، ويبقيك في دائرة العبودية.

لا تصدّق ببساطة، خصوصاً إذا مرّ ما تسمعهُ بغرفة الأخبار.

الإيمان والعقل.

 
الإيمان بأيّ شيء يجعلك تتوقف عن البحث في تفاصيله
يصبح مسلماً به، مقدساً، صحيحاً، غير قابل لآلة العقل
الثورة تنقض المفاهيم الثابتة وتجبر الحياة على عصر نفسها بين يديك كليمونة حامضة
بينما يجعلك الدين والسياسة أحمقاً تنتظر نتائج الأمور التي كتبها الله \ والسياسيون في كتبهم العصية على التفكير.

بين الحرية الحقيقية وحرية السوق الرائجة.


نحن ننتقل من قبضة ديكتاتور، إلى آخر، إلى آخر، إلى آخر.. وإن لم نجد ديكتاتوراً نحن نصنعه! لنظل في موقع المازوخية الذي تعوّدنا عليه, وفي ظل هذا من الطبيعي والمنطقي أن يبقى الخوف من الرأي المخالف للمجموعة أمراً حرجاً ويجلب السخط والازدراء!!

أنت مشغول بالتطابق مع الآخرين والانصياع لرغباتهم في معظم يومك، وأنتِ أيضا تفعلين الشيء عينه, الحزن يبتلعُ دموعكِ كالجاذبية ولكنك فقدت البوصلة، ولا تعرفين كيف يبدأ التمرّد ولا كيف ينتهي. الكلّ يتطابق مع الكل ويبقى الشلل والعجز هو ما يوسم هذا المجتمع الإنساني الذي كان من المفترض أن يكون حياً.

لا ليست الحرية في أن تصفّق للشخص الذي تريد من بين أشخاص أتاحهم لك المناخ السياسي لبلدك أو لمنطقتك أو طائفتك، هذه خدعة ماكرة... الحرية في أن تكف عن التصفيق للأشخاص والانقياد لسياساتهم لتبدأ أنت نفسكَ بالبزوغ.