19‏/12‏/2012

لا شيء ممنوع في الحرب..


يتناقشون!! وبجديّة!! وفي الصباح الباكر!! والآن بالتحديد!!!
فيمن مسموحٌ أن يُخطف، ومن لا يُسمحُ بخطفهِ على الإطلاق!!!
من مسموحٌ له – بحسب تصوّرهم - أن يموت في هذه الحرب الجرباء، ومن لا يجب أن يموت!!
يغمِزون عزرائيل، آله الموت، الملاك الحطاب، ورجل المهمّات الخطيرة... وينادونه:
" هيي عزرائيل.... من هنا من هنا "
هؤلاء يدلّونهُ على أولئكَ، وأولئكَ على هؤلاء
يومئون له لكي لا يخطيء، أو تتلعثم رجلاه بعتبة الباب فيصطحب أحداً آخر بالخطأ.
إنهم شديدوا الحرص على تطبيق العدل,, ما زالوا يؤمنون بالعدل تخيل!!!

أنا أضحكُ عليكم الآن وأقع على ظهري
وسأحضنكم جميعاً بعدها بحنوّ إمّ على ولدٍ أحمق!
أيها الأخوة الأعداء..
أنتم مثيرون للحبّ..
تجعلون لهب دهشتي قادراً على صهرِ إبريقٍ من الفضة لفرط غرابتكم وجهلكم بالأشياء !
أنتم مثيرون للعجز.. كالأطفال في رحم إمهاتهم لا يقوون على الحركة وتحدّهم الأغشية أنى نظروا!!
كدببة تترنّحُ على قمّةِ شجرة كينا برية عملاقة تلمسُ جبين القمر !!
ماذا أغرى الدبّ حتى صعد شجرة الكينا؟؟
من ضحك عليك أيها الدبّ المسكين؟
من قال لك أن الركوبَ على ظهر النمر كنزوله؟
أو أن فتح حائط بيتك أمرٌ ضروري لاقتلاع الصّبار العالق بجانبه؟

لا شيء ممنوع في الحرب أيها الأصدقاء!
لا شيء على الإطلاق.!!
ولذلك رأيتموني منذ طلوع الفجر أجلس عارياً
أدير ظهري للشمسِ بحذرِ لأخبئَ أطفالكم
وظلي المنسلخ عني كنعل حذاء عتيق يرقصُ مع الريح كبيتر بان
ولذلك أخبرتكم عن الحبّ
ولذلك أخبرتكم عن حرية الإنسان في التنصّل من الحروب كل الحروب
وحريته في كشف خداع التلفاز ورجال السياسة والدين والاجتماع والموسيقى الهابطة المنتشرة كالهم على القلب!
وحريتهُ في استنشاق الحقيقة بدلاً من رائحة حلوق الكذابين طوال اليوم
أخبرتكم عن هذه الأشياء لأني أعرف أن العتمة لا يطردها إلا النور
والظلم لا يزيلهُ من النفوس إلا العدل ونسمات الحقيقة الصريحة اللامزدوجة.

امنعوا الحرب نفسها
ولا تخدعنَّكم الأمم الكثيرة المتضاجعة على أبواب عقولكم كالقُلاع على الألسنة المريضة!
لا تخدعنّكم البسمات على وجوه السّياسيين الحمقى ..سياسييكم وسياسيّي أعداءكم المفترَضين!!
لا تخدعنّكم المهرجانات والاجتماعات.. فما زالت تنعقدُ منذ عبد الناصر، والأسد الأب، وموشي دايان.
لا تخدعنّكم الحداثة، فليست أكثر من غلافٍ جميل ملوّن بالرّسوم البريئة لكتاب مسموم الصّفحات
كتاب عصرنا المبني على الدماء والجوع والدمار والحرب
ثقافتنا هذه مقرفة وإن كنتم منزعجين فغيّروا هذه الثقافة
غيروا هذا الغباء، وهذا الاستنساخ، وهذا التقليد، وهذا الاحترام الكاذب، وهذه اللامسؤولية، وهذا الإحباط وهذا النظام برمته.
غيروا هذا النظام بأنفسكم، غيروا طريقة عمله، وابنوا نظاماً جديداً يناسب طموحاتكم، وإنسانيتكم.
لا تكونوا دعاة حرب بل كونوا دعاة سلام، فالحرب رحى تطحن وليست بلسماً يشفي..
العتم لا يذهب العتم أبداً ولكنه يمازجه ويصبح متطبعاً بطبعه، والحرب لا تقضي على الحرب كذلك.
لا تقبلوا أن تفسّخكم الأوهام، ولا الحقائق..
فأنتَ إن مرض ابنك لا ترميه للكلاب، صح؟ ولا تطعمه للتنانين.. ولكنك تعالجه باهتمام.
ليكن هذا اسلوبك مع الكل.
فالكل ليسوا إلا أجزاء من عالمك.. أجزاء منك.
وبقدر ما يكون ابنك سعيداً بقدر ما ستكون حياتي أفضل لأنه سيصبح قادراً على الإبداع حينها وعلى الخلق.
أنا محتاجٌ إليك بقدر حاجتك لي... وقلب أمّ لا ينبض إلا على وقع أقدام ابنها الصغير لا خير فيه..
الأم الحقيقية تهتم بكل طفل وكل حي وكل شيء
والذي يريد الحق يكون حقانياً في كل موقف وفي كل فعل وفي كل قول
والذي يريد السلام يعمل من أجله ولا يشجع على الحروب ولا يضطر لاحقاً على وضع أطر لها..
أنت لا تستطيع أن تسمحَ للذيب أن يدخل بيتك وتطالبه بالرأفة بأبنك البكر!
ولا تستطيع أن تفجر البيت وتطالب الأبناء بألا يذعروا.. فهذا البيت كان يحمي رؤوسهم.

لا أحد يجب أن يُقتل ويُعتقل ولكن أنفسكم تصوّر وتشوّه لكم الأمور
لأنكم أضعتم البوصلة في غمرة ما يُصبّ في تجاويف أدمغتكم من وسائل الإعلام ورجال السياسة والخراب.
لأنكم تصرّون على المقالة البعيدة عن الواقع الواضح أن داخل شرايينكم فقط تجري الدماء المقدسة!!!

قلت لكم أن الثقافة ضارة بالإنسان عامّة والعربي خاصة  فلم تصدقوني
قلت لكم بالحرف الواحد:
" قريباً سنمتنعُ عن الثقافة بالكامل
وسنتكفُّ عن الاصطهاج كلما قابلنا نبياً جديداً
سنفرح بالشمس والرياح وتقلبات الفصول
وسنرقض بجنون على وهجِ النار
سنصفّق أيدينا كالحمقى، ونمارس الحب بشغف.. نعم.. تماماً بعد أن نمتنع عن الثقافة،
 فهي داء مقرف يجعل الشخص يتحول إلى  قطعة قماش محشية باللحم الفاسد..
  ضننتم أني أنظّر عليكم.. و أداعب عواطفكم
لم أكن أمزح أبداً ولا أهتمّ لعواطفكم بالأصل!
في اللحظة التي تختارُ فيها الحب، تختار الحياة وتستنشق عبير الحرية
كل حروبك الأخرى هباء
فاتنظر صفعة الشمس على خدك الأيسر، وأدر لها الخد الآخر
لأن الطبيعة لن تسامح اللامسؤولين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق