18‏/12‏/2012

الخديعة


الخديعة التي يعيشها سكان هذا الكوكب في هذه الفترة من عمر الأرض، خديعة أنهم مفصولون ومرتّبون على الرّفوف في طبقات تبدأ بالأُسر وما تحويه من تطويع إجباري لعقلية الفرد وغرس المفاهيم المختلفة في رأسه وعقله منذ الصّغر وهو الأمر بالغ الخطورة على الإنسان في مستقبل أيامه، إلى الطبقة الاجتماعية وما تحويه من عُقد من قبيل متعلمين وجهلة أذكياء وأغبياء أغنياء وفقراء وهلم جراً من التصنيفات المريضة وغير العادلة،
إلى القبيلة والعرق واللون، إلى الدّولة بتناقضاتها الكثيرة بمؤيديها ومعارضيها وأحزابها المختلفة، إلى الطائفة ولا عقلانية الانتماء إليها، حيث لا أحد يختار أن يولد يهوديا أو مُسلما أو سوريا أو هنديا أو أبيضاً أو أسوداً ولكنه يتعرّف على كل ذلك في سنيّه الأولى وتغرس المفاهيم والمعتقتدات والوطنيات في رأسه بحيث لا يستطيع لها دفعاً فيما بعد لأنها بلغت من التجذر مبلغاً مكنها من صبغ شخصيته الكلية بصبغتها وفي هذا مخالفة لأبسط مفاهيم الحرية والعدل. وفي اعتبارها "طبيعية" أكبر مغالطة قد يقع فيها الإنسان.

هناك تعليقان (2):

  1. اي انسان يستطيع ان يحلل ويستنتج ....
    على الصعيد الانساني في ابسط حالاته ...
    تحياتي لكلامكم المثقف .

    ردحذف
    الردود
    1. كلامك صحيح وليد،
      لا يحتاج الإنسان لأكثر من الوقوف لحظة واحدة وملاحظة الأمور حوله
      ليدرك كم أننا نحن البشر متشابهون وكم باستطاعتنا أن نعيش بتناغم
      بدل هذا الجو المليء بالحقد والحروب والسياسيين والتطرف.

      شكراً لمرورك المشرق.

      حذف