06‏/11‏/2012

صديقي البطل الحرّ

تشتعل الأرض بالحِمم وتضجّ الأرضُ بالقتلى
يهتف الناس للحرية من نظام ويدعمون أنظمة آخرى ويكرهون النساء
الدبابات تحرُق والطائرات ترمي النار والموت
والميليشيات تحاكم معارضيها بالقتل والتصفيات الجماعية
وصديقي في غاية السّعادة يردّد أناشيد الثورة
يرتدي علم الثورة ويكره إيران ويحبّ العرعور ويعتبره أملاً

ويدافع عن الولايات المتحدة أيضاً ولا أعرف لماذا..
أو ما هي علاقة هذا بالثورة..

منذ أكثر من سنة ونصف، تصادم هو وصديقاً لنا كان مؤيداً للنظام
صديقنا عاش واختبر الشك واختار أن يكون ثائراً على طريقته
سافرَ عائداً إلى سوريا
وسخّر الكثير من أمواله القليلة نسبياً في خدمة لاجئين كانوا في منطقته
وتبرع تبرعات عينينة كبيرة للهلال الأحمر
وما زال يعمل في المجال الإغاثي على حد علمي إلى هذه اللحظة
وإلى الآن لا يعلم أحد غيري بهذا
بينما ما يزال صديقي الثائر 'أبو علم الثورة' مسروراً بأناشيد الثورة
يرددها في المكتب، وبعد النادي، وفي سيارته الفارهة
ويمضي السهرة في خوض المعارك على الفيس بوك
وفي إعادة إنتاج ما يقوله التلفاز
وقد تأثر للغاية بفيصل القاسم فصار نزقاً حادّ الطباع
ويكذب علينا جميعأً بأن اسمه على الحدود ولا يستطيع الذهاب إلى سوريا لأنه مطلوب
تغير صديقنا كثيراً ...
أشك أنه أصبح أكثر عنفاً في ممارسة الجنس مع زوجته أيضاً...
ربما يروقها ذلك لا يهمني الأمر..
ولكنه أصبح ثقيلاً على القلب وكله باسم الثورة
إنه شبيح من الدرجة الأولى ولكنه محسوب على الثورة

كل أصداقئنا يعرفونه جيداً الآن
نعرف أنه بسيط، وأن له قلباً طيباً، وأنه بحاجة للاهتمام
ولكننا نعرف أن ثورته ليست أكثر من علم الثورة في صدر المنزل، وفيسبوك باسمه يتبع 'الحر'
ورموز يقدم لها الولاء والطاعة كما يفعل مؤيدوا النظام تماماً
تتلخص ثورته في ترديد الأغاني وكشف أعداء الثورة وكسب المزيد من الأعداء

لا بد من إعادة التفكير في كلمات مثل 'ثائر' و 'شبيح'..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق