06‏/11‏/2012

الأخوة الأربعة الذين تطوعوا في الجيش السّوري

كان يتكلم حانقاً ونحن في السّيارة لمنزله،
اتهم الثوار بأنهم كذابين، مجرمين، قتلة يتاجرون بدماء ...السّوريين
وأن على النظام ألا يوفّرهم أينما وجدوا
حتى أولئك السّلميين منهم
بل قال أن السلميين هم أشد خطراً
لأنهم يجعلون الأمور تبدو وكأنها حضارية وسلمية
وهو ما اعتبره كذبة وخديعة
"في ساعة التظاهر يحملون الورود واللافتات وبعد قليل يتجمعون لنسف الحواجز"
قال لي.
.....
وإذ بدأتُ أدافعُ عن السّلمية لأني أعتبرها حقنا الطبيعي الذي يجب أن نحميه
وضمانة أن تتحسن فرص نجاة وسعادة المجتمع البشري وتخلصه من الديكتاتورية الاشتراكية، والعبودية الرأسمالية على السواء
فاجأني بثورةٍ أكثر بطشاً من الأولى
...............
اتضحَ في النهاية أنهم وجدوا عمّهُ "اللزم" أخ أبيه، وهو مؤيد، رفض التعاون مع الجيش الحرّ في حمص
من بين القتلى في مجزرة الحولة
قال أن عصابات مسلحة خطفته ونفذوا فيه حكم الإعدام ليكسبوا تأييداً دولياً قبل انعقاد جلسة مجلس الأمن في ذلك الوقت.
قال أن كل القتلى في تلك المجزرة الشهيرة هم ممن حاول الوقوف ضدّ الثورة وقد فعلتها أيادٍ معارضة وليس النظام أبداً.
عندما رأوا عمّهُ على التلفاز لم يصدقوا أعينهم..
عمّهم كانَ مخطوفاً لأنه مؤيد ورفض مساعدة أحد الأجنحة العسكرية المحسوبة على الجيش الحر
حاول الأهل المفاوضة على الرهينة
لم يستطيعوا دفع المبلغ الكبير الذي طلبه الخاطفون
وبعد حوالي خمسة عشر يوماً رأوا صورته على التلفاز وقد تم قتله والبكاء عليه على أنه معارض وأن النظام قد صفاه
.................
وعندما حاولت أن أقول أن الأمم المتحدة على حد علمي أدانت النظام السّوري في مجزرة الحولة
نعتني بأني غبي لا أفهم وأن علي أن أتصرف بذكاء بدلاً من ترديد ما يقال..
"إنهم يستثيرون عاطفتك وقد استطاعوا تحقيق هدفهم جيداً"
.........
أنا لا أحب المجادلة ولا أن أقول لأحدهم: بلا أنا ذكي جداًعلى فكرة
وأعتبرُ سلعةً  جيدةً في سوق الشخصيات العصري الذي نشهده
ولكني شعرت بالضيق والخوف معاً
وقلتُ في نفسي أشياء كثيرة من ضمنها أني لا أستبعد تدخلاً مخابراتياً دولياً
لا شك  لدي بأنهم لا يتورعون عن ذلك..
والأهم لا شك لدي بأننا شعب مستعد أن يقتل الأخ أخته لأجل صورة
فما بالك أن يقتل غيره المختلف عنه بعد إفراغه من الإنسانية وشيطنته؟؟
..........
تطوّعَ أولاد الرّجل الأربعة في الجيش السّوري
أحدهم يتباهى بقتل من يسميهم "المعارضين"
يقول أن هذا لا يشفي غليله للشيء الذي عملوه مع أبيه!
...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق