01‏/03‏/2012

إلى صديقتي الأمريكية نولا!



 
ما أنبل دموع إنسان تطهر الأرض التي دنسها الربح وخربتها الشركات والسيطرة...
رأيت الله في هذي الدموع الثمينة

في بلادي يبكي الناس أيضاً
ويتاجر بهم صباح ومساء
تتسارع الأحداث
أو ربما تبدو كذلك لأننا انخرطنا فيها أكثر
كانت متسارعة على الناس في الصومال منذ زمن
وفي العراق كان النهار ينتهي بمئات القتلى أحياناً
في إفريقيا خزان الثروات والعناصر المسروقة يموت الناس بالملايين سنوياً من الجوع
وفي الولايات المتحدة يهتف المتظاهرون بأن الديمقراطية كذبة وإهانة لتفكيرهم
في حين يسيطر الإعلام على الناس ويرسلهم في سبات مقرف
وفي روسيا يتهمون الحكومة بالتزوير
وفي بيروت وأفغانستان وبنما والإكوادور وفينزويلا وجنوب أفريقيا والبرازيل
يحاولون سرقة الناس وثروات الناس  بكل الوسائل!
وهم أنفسهم كل مرة
المجرمون الذي أطاحوا بمصدّق إيران وعمر توريخوس البنمي الحر
وحاولو مع  تشافيز وفشلوا فكانت انتصارا عظيماً لأمريكا اللاتينية
لتتخلص من سطوة الشمال وشركاته العظمى
إنهم البنكيون الدوليون الذي يحاولون سرقة العالم كله على غرار أفغانستان 
ذوو التاريخ الأسود المليء بالعنف والاغتيالات والقوانين البنكية التي جلبت العبودية
وزادت القتلى من الجوع كل عام

واليوم وصل البلّ إلى الذقن فشعرنا بالخطر
ورحنا نفكر بتغيير النظام
في حين أن المطلوب هو ليس تغييراً سطحياً للنظام
ليس تبديلا للنظام ولا للرئيس فهما مجرد شكل فارغ ليس له قيمة

 في حين يذهب الرؤساء ويجيؤون على المكاتب السياسية كالباب الدوار
تبقى تعاستنا ويزداد فقرنا وعبوديتنا وتسلط الأنظمة القمعية علينا

التغييرالمطلوب اليوم هو تغيير جوهري في نظرة الإنسان إلى العالم والوجود
إلى الأعلام والأوطان والأديان والبشر الآخرين
ممن تلتمع أعينهم بنفس النور في عينيك
ويشعرون بالجوع وفقدان الطاقة من قلة الأكل
ويبكي أولادهم إذا شعروا بالحزن!!
لا يهمني أن يخرج ما أقول جميلا ومرونقاً ومحبوبا
فالجمال خدعة في عالم يذبح فيه الناس وقوداً لمصالح أولئك في القمة
ونحن يا صديقتي الإمريكية لا نعني لهؤلاء السياسيين والمؤسسات التي يصنعونها في شيء
ولا نعني للمشرعين والقوانين التي يحرمونها ويحللونها في شيء
لا نعني لروسيا إلا إذا كنا مشروعاً رابحاً 
وكرامتنا ليست غالية على هيلاري كلينتون كما ذكرتِ لي!
وعندما تبجحَّت بأن دم حمزة الخطيب لن يذهب هدراً قلت أنك شعرتِ بالعارمن كونك أمريكية
فبعد كل الذي فعله البنكيون في العالم المحطم 
ما زالوا يمتلكون الوقاحة للتكلم باسم الشعوب والمظاليم!!!

أنا أحب نفسي بترف
وأحب هذا العالم الذي لا يتورعون عن تخريبه صباح مساء
وسأحارب التعتيم الغبي الذي أدى إلى تصنيفنا إلى عالم ثالث
وعالم ثاني وأول على هواهم ومصالحهم!
حيث يزداد الجوعى جوعاً، وتدير الجموع ظهورها بغباء لأكبر جرائم البشرية
عندما يتحكم المال بالناس ويموت المرضى على أبواب المشافي
ولا تستطيع فتاة في الثامنة عشرة إصلاح سنها الأمامي الأسود القبيح
لأنها لا تملك المال!!

طردوكِ اليوم من هذه الساحة يا صديقتي
ولطالما طردونا من كل السّاحات حماية لنفس السّادة والأباطرة
الذين يديرون دفة هذا العالم الملعون بحقد بعيونهم الجشعة وقلوبهم التي لا تعرف الرحمة
حماية لبنكيين لا يفكرون بنا ولا بأسرنا ولا بمجتمعنا
كل هدفهم السيطرة وتوسيع الربح والشركات الاحتكارية
التي أصبحت كالسوس الذي ينخر الإنسانية

فلنحتل الشوارع يا غاليتي لأننا من صنعها أصلا
ولنحتل الأبنية لأنها من عرق أبنائنا
ولنحتل الكوكب الجميل الأزرق الذي حولوه إلى مستعمرة حديدية يموت فيها الجوعى بالملايين!
وإن كانوا يملكون صكوك تقول بملكيتهم لها
فلنحرقها بنار هندية ولنرقص على أصوات الكمنجات

قريباً سنودع كل هذه الحماقات  لأنها تؤخر البشر سنوات وسنوات عن تحقيق حلمهم الأكيد بالحرية....

ملاحظة: الصورة أعلاه ليست صورة  نولا، بل صورة من الأنترنت.


هناك تعليقان (2):

  1. مرتضى سعد الدين الحجلي1 مارس 2012 في 5:44 ص

    المشكلة أن الناس ينصبون أنفسهم وبغباء حماة لهذا النظام الذي عفى عليه الزمن....

    ولكن الوقت سيأتي وسندرك الكثير في القريب العاجل.

    ردحذف
  2. مرتضى؛ تفاؤلك بث في التفاؤل أيضاً، ستسقط هذه السفينة الغبية بما حملت... ربنا يعني الناس على الآتي.

    نورت :)

    ردحذف