13‏/03‏/2012

وقد تطور مفهومي في السعادة!

نحن البشر كائنات ملتهبة... كائنات تحترق مع الوقت وتنتهي وتتغير وتولد من جديد في كل لحظة...

الصورة من فيلم آفاتار
هذا ما أحس به عندما أرى الأولاد الصغار يكبرون ويصيرون رجالا ونساء، يخافون وهم يراقبون السعادة تتساقط منهم كأوراق الشجر التائهة،  وتنزلق السكينة عن أرواحهم كحبات عرق عن جسد فلاح متعب؛ وإذ ذاك يبدأون البحث عنها وهم يستغربون كيف كانوا  قد تمتعوا بها يوماً، وكيف خسروها بكل تلك البساطة والعفوية! ولكنهم يظلون الطريق فالرجوع إلى الماضي ليس بالأمر السهل، ولن تستطيع الشجرة أن تعود شتلة صغيرة مهما حاولت... يبدو أن هذا أحد أسرار الحياة!!
  
عندما كنت أفكر في كنه الحياة وفي السعادة كنت أتجول باحثاً في عيني كل إنسان. ولكني بدأت مع الوقت أتأكد أن إيجاد الأجوبة لكل تساؤلاتنا  أمرٌ صعبٌ لدرجة الاستحالة، وتذكرت أنه لطالما كان مجرد البحث عن هذه الأجوبة بمثابة الرحلة الفضلى لي بالرغم من كل الإحباطات التي قد تتطرأ.
 وحيث أن إسكات الأسئلة في هذا الرأس الصغير كان أمراً مستحيلا فما كان عليَّ إلا أن أنتبه لآلة الوقت وأحترمها، مع الوقت تتغير الأشياء ومع التركيز يستحيل التأمل مطلقاً، تلك حقيقة علمية فالتركيز يجعلك تطفئ كل مراكز العقل وتركز كل جهودك على شيء واحد،وهذا باستطاعته أن يجلب نتائج ممتازة لمن يحاول اختراع ساعة يد أو النجاح في البكالوريا ولكنه لن يكون كذلك لمن يحاول معرفة نفسه ومعرفة الحياة، أو يتوق لتذوق طعم السعادة ولمحها من منظاره الشخصي، ذلك يتطلب عملا معاكساً من أعمال العقل وهو التأمل الذي يترك الباب مفتوحاً على كل التوقعات والأفكار والاحتمالات، يفتح للأفكار طريقين؛ واحداً للدخول وآخر واسع للخروج. مزيد من الأبواب الواسعة ومزيد من الأسئلة ومزيد من الأجوبة ومزيد من الخطوات في درب يزداد جمالاً ساعة إثر ساعة.

أليس أجدر بي أن أضرب صفحاً عن هذا الجنون الذي يصور الواقع بكلمات روحانية ومبهمة ومحبطة أيضاً؟  على الإنسان أن يتفاعل ويعيش ويخلق عالمه الصغير المتوازن فهذه هي الضرورة الأكثر إلحاحاً، عليه أن يتعلم كيف يعيش الحاضر بدلاً من استدعاء المستقبل واللجوء الهزيل إلى الماضي! عليه أن يتوقف عن ترديد ذلك والعمل على تحقيقه في كل تفاصيل حياته... لا هموم لا وصول لا نجاح ولا فشل لا لذة ولا ألم لا توقعات ولا خيبات لا إيمان كونكريتي ولا إدمان على شكل معين للحياة لا مدارس ولا كتب ولا جامعات تعج بالحمقى ولا أمول تستعبد الذي خلفك وتنزع عنك صفتك الإنسانية الأغلى وتحرمك الحرية!

قد يبدو الأمر صعبا ولكنه ينطوي على الكثير من السعادة، ينطوي على الكثير من الحياة!

هناك تعليقان (2):