31‏/03‏/2012

أبناء أمي الأرض


ووجدتموني مذنباً...
يا سادة الموت ولكن
ليس ذنباً أنّ قلبي لا يكفُّ عن الضجيج ولا يقول سوى الحقيقةَ
لا ليس ذنبا أن قلبي لا يمازجه الخضوع لكائن مهما يكنْ
أو أن لي عقلاً لَيستعصي عليه الحمدُ في أفضالكم والشكر في أفضالكم
أو كلُّ ما أفضى لكمْ

ووجدتموني طائشاً في شرعكم لكنما
لا ليس طيشاً أن أميز بؤسَكم
وحقارةَ الشركات والأرباح وهي تقودكم
ونقاوة الوطن الذي دنستموه بفحشكم
وفضاعة الجرم الذي تستعذبوه بظلمكم
تتبادلون دماءنا أنخاب شعب لا يكل
وتقسمون الناسَ ظناً أننا قد نستسيغ دماء بعضٍ قد نهادنُ أو نمل

لكننا الناس وأنتم قيدنا وهو انكسرْ
سيسيِّج الأرضَ التي خربتموها بعدكم ضوء العيون وخفق قلب مستعرْ
من بعدما أثقلتمُ كاهلها الحلو بآلاف المجازر والمدافع والقنابل والمصالح والمرابح والشراكات الدنيئة والمعابد والشوارع والكثير من الصُّورْ
ونسيتموها منهكة
 تتجرع الموتَ مراراً بيننا 
لم تسألوا يا مجرمي حروبنا عمن بنى ثرواتكم حتى افتقرْ
وأجاد حرثه فاغتنيتم واستفدتم من حضارته العميقةِ ما استفدتم من ثمرْ
سنسيِّج الأطفال منكم دائما
 من كل ما يشبهكم 
فاستنشقوا هذا الهوا يا سعدكم
ريح التغيرإذ دعوناهُ حضرْ

ووجدتموني حاقداً متآمراً يا سادة الموت ولكن
ليس حقداً أن أصور بؤسكم وفجوركم
لا ليس حقداً أن أقول بأنكم خربتم الناس وما زلتم على نفس الخراب متابعين
فمن المدارس والجوامع والكنائس والمجالس والمراكز والروابط والمصانع والمنازل والأسرَّةِ والشراشف والكثير من العبيد مخدرين
إلى المخافر والجيوش إلى فلاسفة السقوط إلى الجرائد والمحطات الكثيرةِ للتزاوير الكبيرة للرشاوى والطبابة والمحاكم مفسَدين
لقائدِ الوطن الأمين
وحاكم الحصن الحصين
 ولكل ما يندي جبينْ

يُستَشغلُ الناس بعيداً كي يسدوا دَينهم
أنتم صنعتم دَينهم!!
ولكي يسدوا جوعهم
أنتم فرضتم جوعهم!!
ولكي يظلون بعيدا في طريق فارغ يبقيهم بُعد الإله وخلقه عما انسرق
ويؤمّن الجوّ المناسب يا عبيدَ النفط والغاز وقطاع الطرقْ

ووجدتموني تائها بالوهم حتى أذنيّ
عندما سألتكم أن ترحلوا
عن عمرنا المغروس بالآهات والآمالْ
عندما أجبرتكم أن ترحلوا
عن كرمنا المفروش بالنساء والأطفالِ والرجالْ
عندما أقولها بكل ما أقوى عليه من عزيمة:

لا تربطوا شعوبنا بفردتي حذائكم
إن أنتمُ رحلتمُ ننهارُ نحنُ بعدكم
لا تجعلونا سلعة لصاحبي بنوككم
ممولي كرسيَّكم وصانعي سلاحكم
لا  تدّعوا أنا لكم أو أننا شعوبكم!!
فقد عرفناكم هنا كظاهر اليدين
في حِمصنا حبيبة القلوبِ
في حوران في لبنان في
مجازر الجنوبْ
في أمريكا واليمن
في الصين والبحرين
تستعبد الشعوبْ


حروبنا عديدة عنوانها الكرامة
حروبنا للفتحِ
حربنا للنصب
حروبنا للضم
حروبنا للرفعِ للكسر وللسكونْ
حروبنا الأوّلة 
حروبنا الثانية
حروبنا المحتملة
 حروبنا المرجحة
 هي حربنا المدججة بالنار والحديد والشجونْ


لا تدعوا أنا لكم أو أننا شعوبكم!!
قد عرفناكم هنا كظاهر اليدين
تقسيمنا المذل حسب الدّين حسب العرق حسب الجنس حسب اللون
استعبادنا الحقير للبنوك للشريك للوريث للديون
جوعنا وجهلنا وموتنا المجنون
قبولنا لوضعنا وجهلنا لنفسنا تخريبنا للكون
وفي رؤوس القوم
حروبنا الجديدة
يلح تلفزيونْ!!

لكننا نقولها واضحة مختصرة
 سيسقطون دائما
صديقكم عدوكم
شرقيكم غربيكم
في ليلةٍ تحرجكم سلميتي فيما تبقى من بقاع الموت في كل البلاد
وتتابعون صراخنا وهتافنا... إصرارنا ونقاءنا
وتفاجأون
 وفي قرارتكم ترونا ننتصر فتزلزلون
وأراكمُ تستجلبون الأمن والكلاب والسياط والرّصاص
 والعبيد للتهديد والوعيد
وأراكم كم تهزمون 

شكراً لثورة وعينا ولحبنا المفتوح في كل الجهات على الرياح
شكراً لإصرار الحقيقة في قرار عيوننا لا يستباح
شكرا لشعب لا يكل ولا يمل ولا يسلم للرذيلة مرفقيه
شكرا لأم علمت أبناءها أن القلوب لهم وطن
أن الشعائر والحدود الشائكة
لا تصنعُ الأوطان
 بل تقتل الإنسان في الإنسان

فلقد رأينا نفسنا من دونكم يا سادة الدم والمرابح والحروب
ولقد تأكدنا تماماً أنكم لا لستم إلا عبيدا آخرين
إلا جناة مجرمينَ وحفنة من انتهاز
أعلامكم حدودكم أوطانكم جيوشكم قانونكم بنوككم هراؤكم
شرقيكم غربيكم
بعضُ هراءٍ في هراءٍ في هراءْ

لا تبتسم فرحاً بهم يا صاحبي
مهما تنوع شكلهم أو حزبهم أو دينهم أو لونهم
انظر ملياً كي ترى كم كنت مخدوعا بهم
كم أنهم حقاً وباءْ
لا يوجد استثناءْ

وقرصت نفسي
 وصفعت نفسي
 ورميت نفسي في الشوارع كي أفيق من المنام ولم أفق
فأنا الحقيقة يا أبي
في كل عينيّ ثائر ألقي عليّ تحيةً
 وقلِ الحقيقة لا تموتُ ولن يفارقها البريقُ ولو تنوعت الطرقْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق