08‏/09‏/2012

عن الموت...

عندما توفيت جدتي ذهبت لأراها للمرة الأخيرة (وكان هذا حادث الموت الوحيد الذي حدث في عائلتي لحد الآن وكنت أحب جدتي هذه كثيراً) لم أشعر بالفزع ولا الخوف ولا الانزعاج. كان كل شيء هادئاً، منتهياً، نافذاً..فلكل شيء نهاية وأنا أحب هذا الشيء. أحب كون الأشياء غير دائمة والناس غير دائمين، يعطينا هذا شعوراً بالوقت والحب والسعادة والألم وكل شيء بطريقة مختلفة. أعتقد أ،ه إذا اقتنع الإنسان بهذا أصبح مطواعاً أكثر مع الحياة وأقرب إلى جوهرها. 


وقفت أمام الجثة المسجاة في التابوت ولم أشعر بالرغبة بالبكاء، كل ما بدر عني في ذلك الوقت أني نظرت إلى أمي وخالاتي الغارقين في الدموع وقلت لهم "سبحان الله" وابتسمت وأذكر أنهم كانوا ينظرون بذهول. ثم عدتُ إلى البيت بعد الدفن "شاركت بالدفن أيضاً" وعدت إلى البيت، شغلت موسيقى جاز وكنت احب الجاز حينها وأمضيت نهاراً جيداً.

أنا أقدر الموت وأحترمه ولا أعضب منه وأتوقعه دائماً لنفسي ولكل الناس، فلا هو مفاجأة لأخاف ولا شيء يمكن رده لأحاول ولا أريد البقاء خالداً للأبد أصلاً.


يهمني أن أحتفل بحياة من تبقى أكثر من أي شيء آخر. أتذكر من أحبهم بعد أن يموتوا كما أتذكر نفسي عندما كنت أتمشى على كورنيش أبوظبي مثلا منذ خمس سنوات.... أتذكرهم ببعض التجرد. فنحن نموت ونولد في كل وقت ولا وجود للأمان والثبات والاستقرار إلا في أفكارنا المتعبة.

كل شيء ينتهي وهذا شيء مفرح بالنسبة لي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق