18‏/02‏/2013

بين المجتمع والنفس.

يفضّل الناس اليقين الكاذب الذي اعتادوه على الحقيقة الجارحة التي تفاجئهم، ولا أحد يحبّ أن يأخذ المخاطرة ويتفقد بعقله وبصيرته مجريات الأمور. بل إنّ الانصياع للقطيع الاجتماعي (بالمعنى الاجتماعي لكلمة قطيع) هو الأمر الأكثر شيوعاً وهو السمة العامة للإنسان المحترم.

الإنسان المحترم لدينا هو الإنسان المتطابق مع القطيع، الذي لا يخرج عن شور الجماعة ويبقي جذوره راسخة في الأرض، في عمق هذه المادة الصلبة التي يتداولها كل الناس حوله منذ أن كان صغيراً وهي الموروث من دين وعادات وغيره.
التمرد على هذه الارضية في سبيل المعرفة، أوالبحث عن معانٍ أوسع سيجلب المتاعب للمحاولين، لأن هذا المجتمع لا يمجّد التفرّد ولا يعجب بمحاولاتك الجادة للوصول إلى قناعات حقيقية، قناعات ترضي فضولك المعرفي وطبيعتك كإنسان وسعيك وراء العدل والسلام والجمال. ولكنه يمجد خضوعك ورضوخك ورضاك بما يقدمه لك جاهزاً من عقائد ومعارف وعادات وتقاليد. إنه يريدك مشاهداً على سموه لا أن تصنع سموّك الخاص بل ويحرجك عندما يطلب منك الاعتراف بعظمته في حين تجول عيناك في الأمكنة وترى أن لا مجد ولا عظمة نتجت عن هذه الثقافات الفخورة بنفسها بنرجسية وغباء.

السؤال هو هل تمشي معهم  أم تمشي مع نفسك؟؟ هذا عائد لك... ولك وحدك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق