03‏/06‏/2012

مصالحة السهل والجبل.

جزء من الاستقبال الحافل لوفد السويداء في بصرى الشام
في الأيام الأخيرة وفي ظل ترقب وخوف شديدين على إثر حوادث خطف بين حوران السّهل والجبل، كادت أن تكون سبب بإشعال فتنة قد لا تنتهي بانتهاء هذه الأسباب ورجوع المخطوفين من الجهتين إلى ذويهم. تأتي تطمينات يطلقها النشطاء والوجهاء من الجانبين بين الحين والآخر قائلين إن وحدة الجبل والسّهل لن تخترق مهما حاول المحاولون! ولكن تبزغ مع ذلك أسئلة جوهرية في ذات السّياق؛ فهل يمكن أن يكتب لهذه الوحدة أن تستمر وتنشأ، دون أن يُعمل على إنشائها واستمراريتها بجدية ووعي من الجهتين؟

بالطبع لا فالمتربصون بوحدة هذا الشعب كثر وهم لا يفتأوون محاولين فصم عرى الجيرة عن قصد وسبق إصرار، مانعين هذا النوع من العواطف الإنسانية من التدفق خارج معرفتهم وحدود قوانينهم المخفية في جواريرهم خدمةً لضرورات أساسية لتحكمهم وتسلطهم يرونها هنا وهناك، كما يفعل المسيطرون والمستغلون عادة. ضف على ذلك أن الكثير من الناس في السويداء خصوصاً ما زالوا ينظرون للأحداث الدامية التي ما زالت تحصل منذ أربعة عشر شهر على أنها مؤامرة عظيمة ليس المقصود منها هو النظام السّوري وحسب ولكن مقصود منها وحدة الأرض السورية، ومشروع سرقة وخيانة للبلاد والعباد تحت إمرة الناتو وإشراف قطر والسّعودية وتركيا وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية. ولذلك نراهم لا يفتئون يزمجرون مدافعين عن هذا النظام  بوجه كل من عاداه ظانين أنهم بذلك إنما يدفعون البلاء عن وطنهم سوريا الذي يعظمونه ويكرمونه ويهتمون حقاً لأمره كما تربوا دائماً. وعلى الطرف الآخر من النهر، نرى درعا وقد بلغت مبلغاً لا يمكن بعده الرّجوع ولا الاستسلام، ونرى الكثير من الناس فيها ينظرون إلى النظام ومن يعاونه ويقف معه كعدو حقيقي لسوريا خدمة لأجندات روسية إيرانية إسرائيلية أمريكية، فسوريا بلدهم هي البلد الذي يعظمونه ويكرمونه ويهتمون حقاً لأمره كما تربوا دائماً. أقول هذا لألفت النظر إلى مسألة في غاية الأهمية فالمعظلة الآن ليست بين وطني ولا وطني ولا بين كريم ولئيم ولا بين صادق ومتآمر ولا بين ثوري وحليف للنظام، ولا بين شجاع وقليل الشجاعة فكلنا نعلم مدى الشجاعة التي يتمتع بها أهل هذه المنطقة من جنوب سوريا سهلا وجبلا وكلنا نذكر القصص التي سطرها أجدادهم والشجاعة النادرة التي أبدوها في مقارعة الفرنسيين والعثمانيين من قبلهم، ولا أحد يستطيع أن ينكر كرامة وعزة نفس أبناء هذه المنطقة سهلا وجبلا. الفرق الجوهري هو الفرق بين إيديولجيتين سحبتا على الناس واكتسبتا أهمية لم يكن يجب أن تعطى في البدء وفي هذا ظلم كبير.

المعارض في درعا والمؤيد في السّويداء ليسا سوى شخصين من نفس البيئة الاجتماعية العزيزة النفس والكريمة الأخلاق والفقيرة الحال غالباً، والمنهكة، والتائقة إلى الحرية، وكلاهما كانتا مؤيدتان للنظام قبل اندلاع الأحداث الأخيرة وتقدم عوناً وسنداً للنظام كغيرهما من محافظات ومدن سوريا.  ولكن الإيديولجية التي ساهمت في زرعها وسائل الإعلام هي ما جعلتهما مستعدين لكسب عداوة بعض والخوف من بعض والتي تحولت أخيراً للخوف، والعزلة، وما تطور إليه الوضع من اختطاف متبادل، وقتل في بعض الحالات.

جانب من الاحتفال والهتاف (يا سويدا حنا معاكي للموت)
الآن وبعد مضي أربعة عشر شهراً على ثورة شعبنا بوجه الاستبداد والظلم والرؤساء الخالدين، وثورة شعبنا الآخر بوجه التدخل الأجنبي والطائفية والفتن والتسلح، صار لزاماً علينا أن ننظر بعين أخرى للأحداث على امتداد رقعة الوطن، وأن نرحم الناس وننقذهم مما تريد لهم الأجندات من كلا الجانبين أن ينفذ بهم ليصبحوا أدوات خامدة لا تعرف سوى الترديد الببغاوي لأفكار السوق المرسومة بدقة.

فعندما تم التجييش من قناة الدنيا والسّورية والاخبارية كان مقصوداً منه رصّ الصّفوف في وجه ما كان جليا أنه آت في قادم الأيام، وعندما تم التجييش من قناة الجزيرة والعربية خصوصاً كان مقصوداً منه رصّ الصّفوف في وجه ما كان جليا أنه آت في قادم الأيام!

هذا ليس غريبا ولا جديداً على عالم السياسة فهي طريقة الأنظمة وأعدائها في العمل وركوب الأمواج غير عابئين بهذه الشعوب التائقة للحرية والعيش الإنساني المنصف في كلا الجانبين. فمن وجهة نظر النظام كان التجييش ضروريا لاستلاب الجماهير وخلق مقاومة شعبية ضد التغيير، مهددة بالإرهاب التكفيري والطائفية والتقسيم والفتنة والمجازر (منذ الأيام الأولى للحراك في آذار 2011) وكان المقصود زرع الخوف وتصوير الحراك واختزاله في دولة قطر الطامحة إلى اكتساب بعض النفوذ والمملكة السّعودية التي تريد بيع بعض الأسلحة خدمة للعم سام وتركيا الراضخة تحت أحمال ووطأة الدرع الصاروخية الأمريكية على أراضيها وحكامها بالتزامن. محاولين بذلك وأعني قنوات النظام السوري تصوير الأمور وكأنها مؤامرة "كونية" على حد وصفهم على هذا النظام الوديع. لقد كان مقصوداً من خلال اسلوب مخاطبتها للمستمع "المرعوب بمنهجية" أن تحرف الأنظار عن قباحة النظام وفداحة تسلط أجهزته الأمنية وسخرية أن يكون الرئيس منتخباً للأبد في بلد يدّعى أنها جمهورية ويتبجح قائدها بأنه رئيس بلد الممانعة والمقاومة في حين كانت ترجمة هذا على أرض الواقع مزيداً من الممانعة والمقاومة والذبح ليحيلوا دون إعطاء الناس حقوقهم المشروعة في التعبير والتبديل والاستمرار والحياة شأنهم في هذا شأن أي مجتمع على وجه البسيطة. في دولة لم يستح أحد نواب برلمانها أن يقول صراحة لرئيسه (( قليلة عليك سوريا يا سيادة الرئيس، أنت يجب أن تحكم العالم))!! في حين كان أجدر بالبرلمان أن يتوقف عن التصفيق لدقيقة ويحاكم ويسمع ويرى الوضع الذي بدا واضحاً للعيان ولكل صحيح جنان أنه يشتد تأزماً يوماً بعد يوم.

أما تجييش الجزيرة والعربية ووصال ومن والاهم فهو تحريض طائفي مناطقي بشع، ويكثر فيه الكذب واللامصداقية، كان همهم بالإضافة إلى المحافظة على الحراك لأسباب سياسية بحتة (لا تتعلق أبداً بالناس وهموم الناس وتطور الناس ومزيد من الحريات) أن يتم تقسيم الناس وتعميق الهوة بين أطياف الشعب السوري الذي كان يعيش بتآخ قبل الأحداث ولكن ببوط عسكري على رأسه يثقل حركته ويشلّ وجوده وتعبيره. كان مقصوداً الذهاب إلى أبعد مدى وتفتيت بنية المجتمع السّوري كما حصل في العراق مسبقاً على أسس مذهبية ومناطقية وعرقية وإيديولوجية مستخدمين كلمات إكليشيهية "كشبيح" و"العصابة الأسدية" وهو ما سبقهم عليهم النظام عندما خاطب المعارضين بوصفهم مندسين وعراعير وأعداء البلد وأصدقاء الغرب الذي يمول تحركاتهم. والمقصود من هذا التقسيم وتعميق الخلاف هو عدم إتاحة الفرصة لأي مبادرة أو فكرة أن تنضج في ظروف موضوعية ليكتمل نموها الطبيعي، بل أتت لتفرض جواً خاصاً من الكره والحقد والخوف من العزلة وهو ما يبثّ عادة في المجتمعات ما قبل الحروب الأهلية كما حصل في إيران الخمسينات إبان ثورة الشاه، ولبنان السبعينات وعراق الألفين وأربعة وغيرهما.

هناك أكثر من طريقة لهزيمة دولة والسيطرة على مقدراتها. والشركات التي تدير هذه "الأسرة الدولية لا بارك الله فيها" على علم بهذا جيداً.
1 - فإما أن تفسد سياسييها فتتحكم بإقتصادها ومفاصل الحكم وصناعة القرار فيها  من خلالهم كما حصل في بنما بعد عمر توريخوس وفي إيران بعد الثورة الكاذبة التي صنعها السي آي إي واستلم على إثرها الشاه، وفي جامايكا التي انتهى بها المطاف وهي تدفع أكثر من نصف ميزانيتها سداداً للديون التي فرضت عليها من البنك الدولي.
2 - وإما أن تذهب بجيوشك وطائراتك وتقصف وتحتل ذلك البلد كما حصل في العراق ليبيا كحل أخير لإنقاذ خطة بلد قوي للاستيلاء على مقدرات شعب ما وامتصاص خيراتهم، ضف على ذلك صفقات الأسلحة المربحة، وصفقات إعادة  الإعمار وتحريك الشركات الكبرى وهذا أيضاً واضح جدأً في العراق (إكسون، هيلبرتون وغيرهما من الشركات العملاقة التي استفادت كثيرا من الحرب).
3 - وإما أن تستغل الأحداث وتنشر الخلافات مستغلا نقاط الضعف التي تجدها أوتصنعها، مثيرا القلاقل والجدل بين الناس والهدف الذي يتمحور حوله عملك هو تقسيمهم إلى مجموعات متناحرة. وذلك من خلال بثّ الكلمات الإكليشيهية الفضفاضة التي تضرب عميقاً في النفس الإنسانية وتضرب على أوتار الكرامة والأخلاق والعزة، وأعني كلمات على غرار "شبيح" و "مندس" و"وطني" و "خائن" في مواضيع تسيَّج بسيل من الكلمات والشعارات المتعلقة ب"الديمقراطية" و"الثورة" و"الحرية" مستخدماً هذه الكلمات الحقيقية والصادقة خدمة لمصلحة أكبر لا علاقة لها بالشارع ومطالب الشارع، ولكن بإيقاع الناس في فخ التقسيم. وهذا بالظبط ما حصل في لبنان السبعينات وعراق ما بعد الاحتلال وفي محاولة الإنقلاب التي دبرها دون أدنى شك عملاء الولايات المتحدة في فينزويلا عام 2001.

في الحالة الأخيرة لا تحتاج لتنشر جيوشك لأن الناس في الشوارع سيقومون بتنفيذ مهمتك بتكلفة أقل، اجعلهم ببساطة يقتلون بعضهم، ويحرقون بلدهم، لتأتي أنت في النهاية بعد أن يكون الكل قد أصبح خاسراً لتجد دولة مطواعة منهكة وتفتحها على الشركات الكبرى التي تغذي اقتصادات الدول الكبرى وشركاتها النهمة.

كل الكلام السّابق هو عديم الفائدة إذا نحن لم نضعه في السّياق الصّحيح لنفهم ما الذي يجري الآن، أنا لست خبيراً بالسّياسة ولا أعرف الكثير عن الثورات وتاريخها، كل ما أعرفه أن الناس تستحق عالماً أفضل ومن حقهم الطبيعي والمنطقي أن يبادروا بالثورة على كل ما من شأنه أن يحط من قدرهم ويقمع إرادتهم الخلاقة ويحولهم إلى مجتمع مستهلك، مستعبد، لا حول له ولا قوة، فقير، ضعيف، مسروق، فاسد، جاهل، في ظل أنظمة قوية مخابراتية تمرر القانون تلو القانون لتستقوي أكثر، وتتنمرد أكثر، وتقتل المجتمع المدني وتشله أكثر وأكثر. في أراضه الغنية التي لا يستفيد منها أبناؤها وهم أصحاب الأرض.  هذا من ناحية ومن ناحية أخرى، لا بد من الانتباه لأصحاب المصالح والدول التي تتظاهر بدعمنا إذ نقوم بهذا ومن ثمّ تمنع الشيء عينه في دولة أخرى أو في دولها، كما يتم التعامل مع قضية البحرين مثلا. وسأستغني عن ضرب الأمثلة من أنظمة بعينها لأن الجميع بات يعرف الازدواجية التي يتمتع بها ما يسمى كذبا وعهرا بـ"الأسرة الدولي" والذي هو عبارة عن مجتمع من السياسيين المربوطين أبداً بحبل مصالحهم، والمقيدين دائما بسعيهم المشؤوم نحو مزيد من السيطرة والربح. شرقيهم وغربيهم، راسماليوهم وإشتراكيوهم.

النقطة المهمة الآن هي في إسقاط كل هذا على الواقع السّوري وعلى السّلم الأهلي المقصود من وراء هذه الدراسة المصغّرة. فعندما يحوَّلُ الناس إلى مجرّد أدوات لتمرير أفكار وإيديولجيات وإكليشيهيات نكون قد ألحقنا بهم ضرراً خطيراً سيؤدي بالضرورة إلى شلل العملية الاجتماعية، وتقزيم الفرد الإنسان وتحجيم قدراته ليتحول إلى بوق غبي يردد ما لا يعي ويزداد الوهم في رأسه الصغير على ضفتي النهر.

هناك 4 تعليقات:

  1. دارين عز الدين الشوفي5 يونيو 2012 في 1:47 ص

    المجتمع أهم من الأنظمة والسياسة القذرة. يجب علينا إدراك هذا. يعطيك العافية :-)

    ردحذف
    الردود
    1. الله يعافيك يا رب :) هذا بالظبط ما قصدته يا صديقتي. نحن الناس، نحن الأبقى، نحن الأقوى، نحن الأجدر بالاحترام، ونحن من يستطيع أن يوقف كل هذا الجنون.

      حذف
  2. بسم الله الرحمن الرحيم...

    أولا: أخي غسان أعجبني قولك "الآن وبعد مضي أربعة عشر شهراً على ثورة شعبنا بوجه الاستبداد والظلم والرؤساء الخالدين، وثورة شعبنا الآخر بوجه التدخل الأجنبي والطائفية والفتن والتسلح، صار لزاماً علينا أن ننظر بعين أخرى للأحداث على امتداد رقعة الوطن، وأن نرحم الناس وننقذهم مما تريد لهم الأجندات من كلا الجانبين أن ينفذ بهم ليصبحوا أدوات خامدة لا تعرف سوى الترديد الببغاوي لأفكار السوق المرسومة بدقة." لأن فيه انتباه للواقع التعس الذي يحاول النظام جرنا إليه ليس على صعيد حوران السهل والجبل وحسب ولكن على صعيد البلد سوريا بأكمله.

    ثانياً: عندما قمنا في درعا أول ما قمنا كانت ثورتنا واضحة المعالم، ثورة على الظلم والاستغلال والعبودية وقلة الكرامة. ومعاذ الله أن نفعل الشيء عينه مع أنفسنا وجيراننا وأهلنا لأننا نعرف حسن الجوار ونقدره. أنا شخصياً على فكرة لدي الكثير من الأصدقاء من بني معروف ووالله أحب السويداء وأهلها وأعتبر هؤلاء الشباب أصدقائي أخوة وقد أتو إلينا أكثر من مرة وعرفتهم على أهلي وأعمامي. ما أعنيه أن درعا الكرامة لم تثر على الشعب السوري ولكنها ثارت على القمع وأجهزة المخابرات وأنا من متابعتي لمدونتك علمت أنك تعرف معنى الظلم والعبودية وتناظل أيضا للخلاص منهما.

    ثالثاً: عندما خطف الجيش الحر في بصرى الشام عددا من العسكريين من شباب السويداء (وأنا لا أتفق مع الخطف أساساً ولي ملاحظات شديدة على الجيش الحر قد نناقشها فيما بعد لو أردت)، ردّ شباب من السويدا باختطاف حوالي 150 شخص مدني (طبعاً لم يتعرضوا لهم بالأذى، وهذا من عادة بني معروف أن يكرموا الجار) ولكن عندما يخطف العسكريين فمن الخطأ خطف المدنيين بالرغم من قساوة الموقف وصعوبة المشاعر وفوران الدم.

    تقبل مروري وكن متأكذاً أن شيئاً لن يحصل بعون الله عز وجل بين درعا والسويدا طالما أن هناك في الجهتين وجهاء وعقلاء وأناس لا تضمر الحقد ضد بعضها.

    ردحذف
    الردود
    1. صديقي صقر حوران شكراً لاهتمامك بالموضوع وبمناقشته ونحن نعلم الأوضاع الحساسة التي نمر بها في هذه الفترة من حياتنا كشعب. أنا متأكد من صدق ما ذكرت وأهميته فالثورة كانت وما تزال ثورة على الاستغلال والإفقار والتجهيل والتخريس التي مارسها النظام بأجهزته الكثيرة ومخابراته المنتشرة متل الهم على القلب. الأهم من هذا أننا نعلم معدن شعبنا الطيب، نحن بشر نستحق الحياة الكريمة ولا نستحق هذا الفساد كله ولا بعضه!! حوران السهل والجبل موصولتان منذ القديم ولن تتوقفا عن كونهما أرضا واحدة وشعب واحد. عندما ثار أجدادنا ضد الفرنسيين اختلطت دماؤهم على هذه الأرض وثاروا معاً فحققوا الخلاص من المستعمر، والآن عندما نثور على الظلم فإننا نفعل الشيء عينه؛ نحن (شعب) يتوق للحرية والحياة الكريمة ولا مجال للتراجع عن هذا مهما كان ومهما يكن.
      من ناحية أخرى أنا أتفق معك على إدانة الخطف والإرهاب المتبادل مهما كانت الذريعة أو الحجة، فعندما اختار البعض التسلح لم يدركوا ربما أن هذا السلاح سيوجه إلى أبناء البلد ولكن ذلك تبين بعد حين، فنحن لسنا محتلين من جيش أجنبي، ولكن الواقع يقول أننا أمام جيشان اثنان يقتتلان فيذهب الأبرياء من كلا الجانبين ضحية العنف والتعنت والإجرام على مذبح تجار الأسلحة وهذا مخيف ويبعث على الإزعاج!

      طالما نعمل على السلم الأهلي لن يحصل شيء. ويكفيني ردك الذي كتبته في الأعلى لأتأكد أن الدنيا ما زالت بخير وأن هناك من يرى الأمور ويقدر خطورتها ويعمل ضد الحرب التي تطحن الناس والارض وترجعنا إلى الوراء بدلا من أن تكون ثورة للتقدم والحرية.

      تحياتي لك أخي العزيز.

      حذف