19‏/06‏/2012

المساكين

مرّ طيرٌ  فوقَ المركب
فصرختِ الفتاةُ مرتعدةً، وهي تنظرُ إلى الخيال المارّ أمامها:
يا إلهي! إنه حبيبي
يا لشعره الأسود... وعينيه الداكنتين
يا لوسامته وقلبهِ الدافئ
ويا لَصَدرهِ الذي يحميني إذا اشتدّ الزّمان

سمعها أبوها
الجاهزُ أبداً
فرماها في البحر الهائج
وفي لحظة استنارةٍ نادرة
قضت العاهرةُ غرقاً

ومرّ الخيالُ على المركب
أمامَ الأب هذه المرّة
فعلت وجهَهُ علائم الخضوع والاستكانة
وراحَ يهلل:
لقد رأيتك يا إلهي
كانت الابتسامة تعلو وجهكَ وأنت تنظرُ إلي
كنت رافعاً يدكَ كأنما لتباركني
وأنا على يقين
بأني لم أقم بأكثر من واجبي تجاهك
وتجاه عبدتكَ العاصية... ابنتي

ولم يكدِ الرَّجلُ يكمل كلامه
حتى اصطدمَ طيرٌ بسارية المركب
في عتمة تلك الليلة
فوقع مجندلاً بدمائه ورمقُ الحياة ينسابُ منه بصخب
التقطهُ، وقطعَ رقبتهُ بيديه السّميكتين بسهولة
وهو متأكدٌ أنهُ يذبحُ طيراً وحسب..

وضاعت آخرُ النجوم في البحر الأصفر

            7-11-2005

هناك تعليقان (2):

  1. وكان طيراً فقط.. لا أكثر ولا أقل p)

    ردحذف