02‏/01‏/2013

هكذا يعيش الناس في العالم الثالث.

كان يتساءل أيّ الجيوش أفضل
يريد أن يحدّد موقفه في المعركة القائمة

يريد أن يدعمَ قائداً ما، جماعة ما، وجهة ما.
إنه لا يريد أن يكون محايداً لأنهُ يعرفُ أن الحياد موت وعدم
يريد لنفسه مكاناً واضحاً كشجرة على جبل.. 

"وهل بعد كل هذا الموت حياد؟؟" يقول لنفسه.



إنه يرى الحقائق أمامه واضحة كضوء الشمس

يرى أن كل من الجيوش المشاركة مليئة بالأخطاء القاتلة
والأخطاء الفردية في هذه الجيوش لم تعد فردية أبداً ولكنها أصبحت منهجاً
إنه لا يريد أن يدافع عن الخطأ ولكنه يريد لهذه الحرب أن تنتهي
يريد لها أن تنتهي وقد بات متيقناً أن الحرب هي الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب
وأكثر من ذلك هو يعرف أن الناس لن ترمي سلاحها في كل الأطراف
وعليه فإن عليه تحديد موقفه عوضاً عن انتقاد مجرى الأحداث أو محاولة تغييره
"ومن أنت لتغير مجرى الأحداث؟" قال له صديقه.

الحقيقة واضحة الآن أكثر..
إنه بدعمه لأي من الجيوش يقتلُ جزءاً من نفسهِ
في طريقه لدعم مصالح رجال ونساء لا يعرفهم
يصنعون الحروب ويمدونه بالأسلحة

ويمدون أعداءه المفترضين بالأسلحة أيضاً
ثم يصبحون أثرياء من جعله يستبيح دماء أخيه بالحجج والأيديولوجيات

والكثير من برامج التلفاز غير المكلفة..

"كل جيش يحصل على صور كافية وفيديوهات واضحة وأخبار غزيرة تفيد أن الجيوش الأخرى متآمرة وخائنة وشريرة ولا يعرف عناصرها الرحمة" قالت لهُ زوجته.

وأردفت:
"في كل الجيوش ستجد من هؤلاء المرضى
سهل أن تظهر الأمور على أن الجيش الفلاني بكامله قاتل أو مغتصب أو لا يعرف الرحمة
كيف لا والسبيل الوحيد لبناء جيش هو غسل أدمغة الجنود وتجريدهم من إنسانيتهم؟؟

والطريقة الوحيدة لنشر إشاعة هي في غسل أدمغة الناس وتجريدهم من حسّهم النقدي.
كيف لا والبندقية تحتاج لأحمق حتى يستطيع استخدامها بالشكل الصحيح؟
للقتل دون الشعور بالذنب وصرف الذخيرة المُربحة!!

"كلما طلب معونة الله ونصره للجيش الذي يدعمه أبكي في داخلي بشفقة.

وكلما استقتل بالدفاع عن جيش ما وبرر أخطاءه في حين يهاجم جيشاً آخرولا يسمح بتبرير أخطائه، أشعر بالخوف عليه...
لقد نسي أن الجيوش بحد ذاتها مليئة بالأخطاء
والأسلحة في جوهرها أدوات للأخطاء وليس لصنع السلام ولا للكرامة"

قالت لجارتها. 

هكذا يعيش الناس في عالم الجرائم 
والسياسيين بأزيائهم الراقية وابتساماتهم الخبيثة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق