09‏/01‏/2013

تجربة مباشرة في التواصل والتغيير.

مبارح كان عندي مراجعة بشركة الهاتف.. كنت قاعد عم إستنا وبتعرفو الانتظار ممل كثير.

فجأة غيرت الطريقة يلي عم إنظر فيها للموضوع، وصرت راقب اأفعال وردات أفعال الناس، اكتشفت إنو نحنا جنس رائع :-)) هلق جنس أخو شحطة بسبب التربية بس نحنا كثير مهئين لنكون رائعين ومزودين بالأدوات اللازمة.


كانت الموظفة عم تحكي السوبرفايزر تبعا، وكان بينن تفاعل كثير حلو، يعني هيي عم تحكي وهوي عم يرد بكل جزء من وجهو، ثنيناتن عم يحركو إيديهن وعم يتواصلو بعيونن.... شي ملفت ومهم وأول مرة بنتبه لتقدم اسلوب التخاطب بين البشر, هالتقدم بيحتم عليهن نوع مختلف من الحياة أو بالأحرى بيعطيهن فرصة ليخلقوا نوع مختلف من الحياة وبناء نوع متقدم من المجتمعات.


بعد ما خلصت من الشركة رحنا على المول وهونيك كمان اكتشفت شي مهم... إذا غيرت المقدمات بتتغير النتائج بالنسبة لردات فعل الناس النمطية. يعني قول لواحد "مرحبا" بيقول "أهلين" بس إذا أشرتلو بإيدك مختلفة وحكيتو شي كلمة بالفصحى مثلا إذا كان عربي بيضحك أو على الأقل بيبتسم. "كيف تُبلي اليوم" هيي كلمة استخدمتا مبارح ونجحت نجاح باهر 
الفكرة من ورا هالتجربة البسيطة هي ملفتة للنظر وكثير أثرت على فهمي للإنسان والمجتمع الإنساني وقدرتو على الاكتساب وعدم ثباتو عند طبع واحد ثابت صعب التغيير.

وعندها صرت واثق من التالي:
لازم يكون معنا وقت نستمتع بالطبيعة ونعيش بانسجام مع الكائنات اللي حوالينا بما فيهن البشر لأنو التجربة كثير مغنية، ولازم نسعى لخلق عالم مستدام إلنا كلنا، بيتمتع فيه الناس بنصيب متساوي وعادل من الموارد الضرورية للحياة، ولازم ما ننسى إنو نحنا كائنات قادرة على التواصل بشكل كثير متطور وبالتالي عنا قدرات غير محدودة بنشر الوعي.
هالأرض هي إلنا كلنا، ومواردها إلنا كلنا، والشركات والبنوك يلي مستعبدة الإنسان اليوم رح تتساقط عن تجربتنا الإنسانية بالتأكيد لأنو مع هيك جنس مزود بكل هالقدرات العقلية والحسية من الضروري إنو ينشرخ الحبل يلي قايدين منو البشر ونقدر نخلق تغيير.


المصاري شي مش فعال ولا بيقدر يستمر، وكذلك القوميات والعرقيات والطائفيات.. كل هالشي رح يصير صفحة قديمة مطوية من تاريخنا الإنساني. والحروب والمجازر باسم الإيديولوجية والدين والحدود والدول والإرهاب وغيرو... كلها رح تصير ماضي متخلف بالتأكيد، بمجرد انشراخ الحبل يلي حكيت عنو؛ المصاري يلي بتحافظ على عبودية العبد وسيادة السيد.

ليش التفاؤل والأمل؟ لأنو كثير واضح من طبيعة عمل هالنظام الحالي إنو يتساقط وما ظل غير نفكر بالبديل بجدية ونؤمن بأنفسنا ونزيل غشاوة التكرار واليأس عن عيونا وعيون الناس حوالينا لنكتشف الحياة بعيون قادرة على رؤية ما لا يُرى وإيدي تستطيع أن تصنع أدوات لا تستطيع اليدين القيام بمهمتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق