12‏/01‏/2013

جلسة مع الواقع.


يقول لي الواقع بصوته الجهوري: "التنظير عمل الكاذبين"
فأسندُ رأسي على كفي وأنا أنظر إليه من خلال الطاولة.

يقول لي: "وقح"
أسأله: من؟؟
يقول: الرئيس المتحاذق الذي يخرج على الناس فيستغرق في الفلسفة ومحاضرات الأخلاق في حين يموت الناس من الحرب والجوع والبرد.

أسألهُ عن رأيه بالرؤساء الآخرين
فيغمز بعينه ويقول:
ليس هذا حكراً على رئيس واحد... إنها طبيعة عمل النظام بكليته، كلهم حمقى، كذابين، وقحين
أقول: كيف؟
فيقول: فتش محفظة نقودك. وتذكر سبب عدم قدرتك على الذهاب لأستراليا في الشتاء الماضي، بالعموم عدم قدرة الناس على التنقل بحرية في هذا الكوكب.
تذكر أن الأمم لمتحدة وهي التي تدعي تمثيل سكان الكوكب لا تعمل على إيقاف التسلح ولكن على ضبطه بأيدي دول معينة وحسب.
تذكر أن السياسيين الذين يصلون لمكاتب الحكم والرئاسة ليسوا سوى أبواب مختلفة لدخول نفس القصر. وذات النظام المبني على السيطرة والربح هو ما يستمر في حين يرحلون عندما ينتهي عملهم!

أقول: ولكنهم مختلفون، شعوب بعضهم تعيش ببحبوحة!!
يضرب كفاً بكف وهو يمجّ سيجارته الرخيصة بسبب الغلاء وينفخ في وجهي قائلاً:
أنت أيضاً أحمق. كلهم يقولون عن أنفسهم أنهم متفوقون وأنهم مختلفون وأنهم عطوفون على الشعوب جديرون بالاحترام،
كلهم يقولون أنهم يسوسون الناس بالديمقراطية؛ هذه الكذبة الرخصية. ولكنهم في العمق يقودون نفس العربة لنفس الهاوية،
هاوية الدمار الكلي. "شعوبهم" ماذا تعني هذه الكلمة؟ أنا لا أفهمها... لا ارى إلا كوكباً واحداً وشعباً واحداً يستحق الوصول إلى الموارد بمساواة!!

قلت له بينما يبدو علي الانزعاج من الصدمة:
أنت متشائم للغاية!! هذا مزعج ومنفّر أيضاً.
"أنت تحتاجُ أن تنضج" قال لي وهو يذهب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق