14‏/01‏/2013

رمادي أنا إخشيني :)

إن كنت أنا رماديّاً..
فلماذا أرى لون الحياة مقطوعاً من كلماتكم؟
ولماذا أنتم الناصعين الواضحين الخارقين الثائرين الوطنيين
تشفّ أفعالكم عن حقد دفين؟ وكره لا يتوقف... !!

إن كنت أنا الرمادي أرفض الحروب لأني جبان، ومتخاذل، وغير مهتم لهموم الناس،
فلماذا إذاً تتغنى شفاهكم بترديد حسنتاها، وتمجيد تجارها، وتعظيم مجرميها.. عفواً أقصد أبطالها؟
لماذ تصوّرون الحربَ على أنها رجولة، وكرامة؟ وهي أبعد ما تكون عن الرجولة الحقيقة وعن الكرامة؟
كل الذين ماتوا ماتوا بسبب وضوحكم في دعم الحرب وعدم استماعكم لرماديتي
وقفتم طرفاً في الحرب,,, مع هؤلاء على أولئك، أو مع أولئك على هؤلاء
ونسيتم أنّ القتل هو القتل وأن الدماء جميعَها حمراء، والناس كلها تعاني
نسيتم أن الغايات السامية لا تبرر الوسائل الخسيسية
وأن تاريخنا مليء بالفشل الذي يمكن أن نتعلم منهُ

نعم أنا رمادي..
ويبدو لي أنني سأبقى رمادياً،
وسأدافع عن رماديتي في وجه وضوحكم الصاخب
سأرفضُ الحرب التي تنجرّون لها بإشارة إصبع، وكلمة من إعلامي، وخطاب من سياسي، وإشارة من رئيس أو شيخ أو قديس!
لأني أعلمُ أن الناس وقود الحرب، وكل القتلى فيها ليسوا شهداء
وكل تسميات الشهادة التي تلصقونها كإشارات التعريف على الجثث الكثيرة المتناثرة حولكم، لا تساوي ضحكة شاب في مقتبل العمر بين يدي حبيبته!
وكل الأحلام التي تصورونها لموتاكم في الحياة الأخرى ما هي إلا محاولات يائسة للشعور بالجدوى
حيث لا جدوى..

وأنتِ يا حبيبتي..
أخبريهم كيف يبزغ الإنسانْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق