26‏/02‏/2012

من يبني الجدار "2"

الحرية، الأحرار، الحرائر، المحرَّر، المتحرر.... منسمع كل هالكلمات يلي تحولت لكلمات للمزايدة والترديد الببغاوي ومننسى إنها مرتبطة بالإنسان وبالأخلاق مش بالسياسة أبداً!

اليوم عمنسمع أصوات بكل أصقاع العالم "الغربي" (بما إنو بما يسمى بالعالم العربي ما بتسمع غير أصوات الخيبة) عم تطالب بإلغاء القوانين تدريجيا من حياة المجتمعات! عبيقولو إنو القانون هوي شي بيأدي للتخلف لأنو ما بيقدم حل ولكن قاعدة والقواعد ما بتقدر تحمل المجتمع الإنساني للتطور... القوانين بعكس الحرية والحل مش بكثرتها أبداً! وفي مثال بيضربوه على الموضوع؛ قال بدل ما تقول الأرض زلقة انتبه عند القيادة، حط مادة على الطريق بيبطل زلق أبداًَ وهيك بتكون لغيت القانون. ومن الواضح أنو كل ما تقدم المجتمع كل ما قلت القوانين وتحولت الأنظار صوب المعالجة بدلا من العقاب والتشريع يلي بيخمد روح الإنسان وبيحولو لمكنة.

المجتمع الإنساني بيتغير دائماً وبينبلج بكل لحظة ولا يولد على حال معين ويثبت عنده
يعني لو أنا مثلا ولدت عند قبيلة "هنود أمريكان" كنت رح كون شب هندي معلق ريشة ملونة على راسي، وكان إسمي ممكن يكون "المتفائل خيراً بالطير الرمادي في السماء البعيدة" مثلا، كانت قيمي أكيد رح تكون مستمدة من هالمجتمع وأخلاقي هي أخلاق القبيلة. أما اليوم بعصر العولمة والتلفزة والأنترنت وكل هالتقدم التقني، بعالم قلت فيه المسافات بين الحضارات ولكن بشكل استلابي خلا الإنسان ينسي قيمتو ويبيع اخلاقو بالتدريج لصالح شركات كبيرة بتبث أفلام ومسلسلات وأغاني وبرامج هادفة ومقصودة لتدجين الناس، صار التكيف مع أنماط حياة غريبة ومريضة هوي شي مقبول وعادي وبتصفق له الأغلبية! ومتل ما قال كريشنا مورتي: إن التكيف مع مجتمع مريض ليس دليلا على الصحة بالمرة.
نظرة خاطفة على حياتنا والحقيقة المرة بتتجلى قدامنا؛ نحنا منلبس متل التفلزيون منفكر متل التلفزيون منربي ولادنا متل التلفزيون مننظر للجمال والحياة والحقيقة متل التلفزيون!  مين هوي هالأخو الشحطة التلفزيون ومين اللي قال إنو هوي صانع الحقيقة ونحنا المزيفين؟

عادي... نحنا ضيعنا حالنا بهالزحمة وتحولنا لناس مخدرة ما عندا تفكير نقدي ولا تحليل ولا بطيخ. وهالشي مش عن عبث، وما خلقنا هيك على فكرة... بس من لما كنا بالبيوت وبالمدارس والجامعات لحتى صرنا كبار وضحكو علينا المرة بعد الثانية قتلو فينا هذا النوع من التفكير بمنهجية ودقة! ومنشان هيك في كثير برامج "تسلية"بالتلفزيون، منشان إنت وولادك وإخوتك وخواتك معش تفكرو وتضرو بمصالح الناس يلي بأعلى الهرم يلي متحكمين بحياتكم. وإنتو... غفلانين ولا من يحزنون.

أول خطوة بطريق الحل إنو يدرك الإنسان إنو مهم وإلو قمية يدرك إنو هوي "إنسان" بكل معنى الكلمة وينزعج من التحكم وغسيل الأدمغة والعبودية يلي عبيصير ويحاول يفكر بالحل منشان ولادو ما يورثو الخـزي يلي هوي مضت حياتو وهوي عم يسبح فيه. لازم يعرف حجم التلاعب يلي عبيصير ويتحول من حالة المفعولية السلبية للفعل. ويدرك قديش إنو معني تماماً بملاحظة كل هالفساد، لأنو كل واحد هوي المعني الواحد عن تنظيف نفسيتو من آثار هالفشل المتراكم، كل إنسان ينظف المداخن تبعو. وينزعج ويرفض الموت البطيء المفروض عليه ويلي هوي بعكس قوانين الحياة والحرية.
الكون مبني على الحركة الدائمة والتغيير سنة هذا العالم ويلي بيوقف بوجهها بيكون عبيصارع الهوا، لأنو الأفكار الثابتة الصلبة أكيد غلط بعالم متغير ما فيك أبداً توقف عن الحركة وإلا بتكون مخدوع بقمامة المادية يلي ما بتسهم غير بتدهورك التلقائي.
لازم كمان يقرر الإنسان يعيد التركيز على الروابط مع نفسو ومع المجتمع بالتالي لأنو علاقة الإنسان مع نفسو بتنعكس كمان بالمجتمع
ويبلش يشوف ويبحث عن طرق فعالة للحياة والتواصل ويعمل دائماً وبكل ما أوتي من قوة إنو يفهم ويحلل ويناقش ويصر على مكانة الإنسان السامية وقميتو العظيمة، وعن هالشي بتتولد المسؤولية يلي رح تغير حياتنا بالتفصيل لنصير مجتمع إنساني حقيقي مش مجتمع ذئاب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق