14‏/02‏/2012

مخلوق لعين واحد بملايين الأرجل


وأنت مشلول بالتفكير، جهالتك جميلة
والغباء الذي يغلي في عينيك... رائع حقاً

بالكاد أراك، بالكاد الكاد ألمسك
مع أننا في الأساس
مخلوق لعين واحد بملايين الأرجل

أبوك الجندي مهووس بالبندقية وقصص التاريخ
وأمك المتسلطةضحية دائمة!
وإنت أيها المسكين... 
مسافر دوماً كالضفادع من مستنقع إلى آخر
من مستنقع الأسرة
إلى مستنقع المدرسة
إلى مستنقع السياسة
إلى مستنقع الجهل والتلفاز والأنانية والجنس والعبودية!!
وكلما جف مستنقع أو أقنعتك الطبيعة بفراغه،
رحت تعمل جاهداً على صنع مستنقع جديد بكل ثقة
فقد ألفت عيناك الظلام، وضمرت عظلاتك عن السباحة

يبدو أن ركود المستنقعات قد خدعك
وأبعد  بصيرتكعن إدراك  الحقيقة الوحيدة الثابتة
حركة هذا الكون وصخبه وحرارته واتساعه

أنت يا من رأى غروباً صاخباً فبكى
وسمع آهات الناس من جميع أنحاء الكوكب المجنون
فنظر إلى كتابه المقدس واستنفرته "الحقائق"
ثمَّ ركن إلى أن التغيير برسم الآلهة والأنبياء وحسب
وليس في مقدور الإنسان أن يفعل شيئاً حيال ذلك!!
ومع أنك متأخرٌ دائم
ومع أنك منفعلٌ دائم
ومع أنك غائب دائم
وقلما بذرت حبة قمح في محيطك الهش
إلا إنك ترتكي على صخرة كبيرة
لتتكلم بزهو عن الحصاد الصحيح
وفوائد الإيمان الذي تمتلك مفاتيحه بيقين!

أمك خرقاء وأبوك أحمق، فما الضير في أنك تكون أرعناً؟
لن يسمع القضاة في عليائهم صوتك
لم يسمع القضاة أحداً من قبل
بل ستترك شاحباً كالأرض البور
بعيداً ونائياً  كالحنين


 ها هي ذي الشمس تغرب وأنت تقف مترنحا
أعرف أنّ جنونك القادم عويص
ونظرتك المشوّهة تحيل الأوهام إلى حقائق
فمنذ البداية والطريق واضحة المعالم
لم تكن أنت من أشعل النار...
ولكن تحتم عليك دفع الثمن
وإلى الآن لم أرَكَ تفعل شيئاً حيال ذلك!

27 كانون الأول 2007

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق