14‏/02‏/2012

في الأوطان الباردة


العزلة الموحشة تحيط بنا
واللاأمان قد ابتلع الوطن
الدم ينزف صاخباً
والآمال تصطاد بحقارة
ثم تنظف الشوارع والأدمغة
وتغدو الأمور وكأن شيئاً لم يكن

وتسألينني:
"لماذا لا تبدو سعيداً
فأنت على الأقل تعيش في وطن؟"

حسنا يا عزيزتي هناك ما تجهلينه فاقتربي أكثر
منذ زمان بعيد
أنزلت التاج عن رأسي
وأحرقت الريشة الملونة
ومخالب النمر التي كانت تحيط بمعصمي
بنار لا تنتهي
وخرجت إلى المدينة بلا عنوان أو إدمان
وقررت أن لن أبحث عن وطن من جديد
فطالما أن جميع بحار العالم بحاري
وكل قاطنيها عائلتي
أفتح ذراعي للحياة وأستنشقها بعمق
لن يصيبني الدوار أبداً

لن أبحث عن إيمان يقتلني مخدراً بغبائي
ولا عن وطنية تقسمني لملايين الحمقى!

كلما أمعنت النظر تأكدت أن اللعبة قذرة
وأنه لم يبق لي سوى الإنسان
وإذ ذاك يزداد يقيني
أن مراهنتي على وطن آخر هي فقر مدقع
فالدماء لم تجف بعد
والقلوب ما تزال تمزق في كل ثانية نياطها
بسبب هذه الكلمات

فليتركونا نبحث عن سماء غير سمائهم الملوثة
وعن إله غير إلههم السادي الذي لا ترضيه سوى أصوات الإنفجارات
ورائحة البارود والدم

لا يا صديقتي لن أبكي
صحيح أن التنين تترقبنا عينه الخضراء من وراء أعمدة القلعة المزخرفة
وصحيح أن النار كل النار ستلتهمنا نحن والأميرة بلهيبها السرمدي
إذا لم نكن شديدي الحذر ونحن نخرجها من عزلتها
ولكن عزائي
أنه صحيح أيضاً مثلما الليل والنهار سيبقيان
أننا سنخرج الأميرة
وأنه لن يحيل حائل مهما عظم
بينها وبين قبلات عشيقها الأزلي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق