14‏/02‏/2012

من وراء النافذة



لله كم كنا صغاراً حينها
لله كم تهنا بعيداً في شكوك لا تعد
واشتد وقع الخيل في هيجائنا
وقلوبنا شغلت بترديد النشيد

كنا نراقص حلمنا والله يملأ كل أمكنة الفراغ
والتوق يحملنا بعيداً لانعتاقات وشيكة
فنظل نرقص كالثعابين الجميلة في القلاع الخالدات
ونظل ننتعل الطريقَ لنستفيق
غرباء من شتى بقاع الموج جئنا
واجتمعنا محتفين
لنعيش هذا اليوم دون مغزى آخراً وبلا قيود
فالقيد أشبه بالصلاة على رفاة
كل التفاصيل الجميلة حينها ليست جميلة

ماذا تغير يا صديقتنا حديثاً
كنا نراقص حلمنا إذ نلتقي
والشوق يملأ كل أرصفة المدينة قهقهات
كنا نسامر بعضنا مستمتعين بلا سبب
كنا نعيش بلا سبب
كنا نكون هنا وحسب
فالموت أيقن ما يكون والعيش أبعد ما يكون عن السبب

تباً لهذا الوحل يغرقنا إذا شئنا تقدم
كل العناوين العريضة لا تفيد قلوبنا
كل الشعارات التي تنتابنا
كل الأكاذيب التي قد شوهت أحلامنا
كلُّ النفاقات الصغيرة والكبيرة والغبية والخطيرة
فالمداخن يا صديقي بعض من تلك البيوت
والأزاهير الجميلة بعض من تلك البيوت
والأسرة والشراشف والصغار من البرايا والكبار لبعض من تلك البيوت
والله لو تدري إذن لرأيت قربك لطفه
قلب صغيرٌ عامر بالأمنيات
وبساطة لو تنظرنّ هي الحياة

أحببت شكلك إذ تسافر مقلتيك
كالطفل لا يدري جواباً
ويقهقه الفرح المطل على الحياة بوجنتيك
لتعود طفلاً شارداً يغفو على ترنيمتين
يحلو له فهم السماء كما يشاء
خطاً رصاصيا بقعر الصفحةِ الأولى وحسب

من أودع الإنسان نارا تخرق الإسفلت كالإعصار في عصر الجليد ؟؟
 من صنَّع القلب المرصّع بالوضاعةِ والضحالةِ والضغائن والحديد؟؟!
من أوصل الإنسان للشط المحرم بعدما خبت القداسة في العيون وفي القلوب
خَطفَ البريق ولم يعد من وقته ذاك البريقُ
فمن يكون؟
أهو البعيد على ضفاف المستحيل ولا تراه
أهو المشاكس جارك الخافي حقيقتَه رداه
أم الإله أيا ترى؟
 هل يصنع الشرَّ الإله؟؟
لا يا صديقي أيها المسروق بالوهم الرهيب
انظر خلالك كيف صارت أرضك الخضراء ظلاً من دخان ورماد
فتش ملياً هل ترى ما قد يدل على سواك؟
في هذه النفس العتية  كبرةٌ
هي بعضُ ما صنعت يداك




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق