14‏/02‏/2012

إنسان من هذا الزمان




وتقول تعرفني
وأدرك أنها كالورد في إحدى حدائق طولكرم بناظري
بالكاد تجمعنا عروبة أصلنا
ومساحة للبؤس في أقدارنا
ناهيك عن أمل عبيطٍ في فؤادينا وتيه!

وتقول تعرفني
وأجهل كم مضى منذ التقينا
أو لماذا قد أكون صحبتها ذاك المساءِ على الرصيف
وأنا... أحاول ما استطعت
أنبّشُ السطحَ الرخاميَّ ابتداءً من صباح السبت عند المنعطف
صباح السبت كنا دائرين كما يدور السائحونَ على أزقة هذه الدنيا فراغاً
وجثوتُ عند عيونها
أتضرع الشيطان في بحريهما
قبلت آلهة السَّماء بوجنتين
ووقفتُ أعتنق الحياة!

وتقول تعرفني
صحارٍ قد قطعتً ولم أعد حتى تملكني الرجوع
وحدي أسافرُ دائماً كالنار في أرض غريبة
بالكاد تعرفني عصاي
كالريح أُنشد كالسحاب إذا تلعثمت السماء
أنا وافدٌ منذ ابتدأتُ تدبُّ فيَّ الأسئلة
ويضجّ في عينيَّ نور
مني تساقطت السعادةُ فانبثقتُ
 وأعلنتني نفسي الغفلى أمير!

أنا هكذا
تتسارعُ النبضاتُ في قلبي وتخبو فجأةً
أنا هكذا
رعدٌ يلعلعُ ثمَّ يصمتُ فجأةً
أنا هكذا
عندي من الأحلام ما يكفي لأدفن في كلامي زوبعة
وأجمّعَ الأزمانَ في كفي عناقيدَ عِنَب
عندي من الإخلاص ما يكفي ليُقرأ قلبي المجنون في الأحداق
عندي من الخوف، الغباوة، والتفاصيل المملةِ ما تنوءُ بحمله شطآن!
حتى إذا حلّ الظلام
يعلو ضجيجُ الذئب في قلبي
ويزفرُ صوته الوثني ناراً تشعل اللعناتِ في روحي
فيرقص كالمراهق إذ يفاجئه شعور!

قلبي عجيبٌ يا ابنتي
تبكي بنفسجةٌ بنيروبي فيحزن!
يعتلي عرشَ المجرّةِ قائدٌ فجٌّ فيقود معركةَ انقلاب
تغتال دمعةُ طفلةٍ أو عاجزٍ أو مؤمنٍ أو ملحدٍ فيغوصُ حلقه بالمرار!!
أنا هكذا
وحشٌ يعيش بهامش الدنيا وحيداً
بيديه يصنعُ دينَه المجبول بعضٌ من تراب واغتراب
وطني سفوحٌ تزدري من قد يراوده الأمان
وأحب طيشي مثلها لا لست أعرف أن أمثلَ الاتزان.
فلترجعي لفنائك الخلفيِّ كالبنت التي قد كنتها قبل الفراغ بإصبعين
ولترجعِ اللعبُ القديمة نفسُها
وسعادةٌ زاولتِها
وفقدتِها مع كل شبرٍ آخرٍ نحو اهتمام العابرين
يا حلوتي
في قلبك الصوت اليقين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق