26‏/02‏/2012

من يبني الجدار؟ "1"

اعترف بأن ديني في غاية السلمية وإلا سأقتلك
في شغلة لطالما لفتت نظري بالنسبة للدعوات الدينية والقومية والعرقية يلي رجعت للظهور بالفترة الأخيرة وأنا كنت متأمل خيراً بأنها بدأت بالخفوت بعدما وصل الناس لإدراك إنهم كلهم ضروريين لبعض، إنو وجودهم مرتبط ببعض، وإنو أساساً ما في طفل مسيحي أوطفل مسلم أو طفل شيوعي وأخر رأسمالي... كنت مفكر إنو الناس وصلو لإدراك حقيقة إنو الإنسان أسبق من الدين وإنو الدين هوي طريقة من طرق الإنسان لمعرفة الخالق وإنو القوانين هي محاولات لحل أشياء كانت مستعصية بفترة ما ويجب إنو يزول القانون بمجرد إيجاد الحل!!

كنت مفكر إنو الناس فهمانة إنو الإنسان ابن بيئته ومستعدة لتفهم موقف الهندي الأحمر يلي بيلبس مخالب نمر حول إيدو لأنو تعود وربي وتفهم مع الوقت إنو مخالب النمر بتجيب النصر وبتجنب الإنسان الأفاعي السامة، وإنو العربي بيلبس عين زرقة بنفس الأسلوب... إنو نحنا كلنا أولاد هذه البيئة وعبيد مجتمعنا بشكل كبير ولدرجة مفاجئة كمان!

 بس طلعت غلطان...

الناس بعدن متخلفين بكل المجتمعات الموجودة اليوم على سطح هذا الكوكب على الأقل الأكثرية الغبية الملطوعة قدام التلفزيونات والأخبار والبرامج الدينينة والخطب والوعظ والاتجاه المعاكس مثلا.

لك يا عمي...
الحياة أكبر من هالغرفة الصغيرة يلي محاصرين أنفسنا فيها 
والناس بنهاية المطاف هني ولاد المجتمع كيف ما تربيهن بيربوا
ومن الواضح إنو ربينا ولادنا على الكره والإنكار وساهمنا ببناء جدار صلب منشان نحاول نمنعهم من الحياة كما منعنا مجتمعنا يوماً
عم نحاول بكل الطرق إنو الولاد يطلعو نسخ عن بعضن، نسيانين حقيقة إنو المنتج الإنساني غير التونة والسردين وغير تماثيل الجفصين اللي بنحطها بالغرف الغبية تبعنا. شوهناهم نفسيا وروحيا على مراحل ابتداء من الأسرة مرورا بالمدرسة وليس انتهاء بالكتب المقدسة المختلفة.

على أي حال يلي عبيصير منطقي ونتيجة طبيعة للضخ الإعلامي المقصود من السياسيين  وأباطرة هالعالم يلي بيستخدمو الدين لمصالحهم وليمشو خططتهم يلي بتتطلب أول شي تعمية الناس وإبعادهم عن بعض.

ومن ناحية ثانية كمان لأنو ما عم تتم معالجة التطرف (يلي هوي مقصود ومغروس بالنظام غرس) ما عم تتم معالجتها بالشكل الاجتماعي المطلوب ولكن تقويتها عن طريق القبضة الأمنية والبوط العسكري. ومنشان هيك. بس يروح البوط العسكري بترجع بتتأجج من جديد بشكل أقوى لأنو نتيجة الكبت معروفة. بيولد حقد دفين بيتطور ليصير إرهاب مع الوقت!

الجزء الحلو من الموضوع إنو الأشياء الحقيقية فقط بتظل وبتستمر بالنهاية وكل الأشياء اللماعة والبراقة عن خواء رح تسقط بالتأكيد يعني متل ما منقول "بالآخر ما بيصح غير الصحيح"!

طبعاً يلي مسيطرين على هذا العالم بيهمن زرع الفرقة كلما سنحت الفرصة
ومش رح يخلو ولا مجتمع يهدا ويعيش بسلام طالما الطريقة الوحيدة للسيطرة على ثروات بلد ما هي إما السيطرة عن طريق الإحتلال أو الديكتاتوريات وإما السيطرة الإقتصادية وهي الأفضل من خلال إفساد الحكام أو الحرص على عدم بقاء النزهاء بالسلطة (مع شكي بوجود سياسيين نزهاء أصلا) يخلق التنازع وتبث المشاكل الطائفية وبالتالي بدل ما هني يبعثو جيوشن بيبعثو عملاء بشوية دولارات وبيسيطروا على البلد ببساطة وبتكاليف أقل بعد ما يكونو الناس تقاتلو وضعفو وتفككت المنطقة!


بالبصرة بعام 2005 ألقي القبض على اثنين بزي عربي يطلقون النار على المدنيين من سيارة عراقية
بعد التحقيق تبين إنو هؤلاء قاموا بعدة جرائم مشابهة كثيرة كانت تطال مرات الأحياء والمدن "السنية" وفي مرات أخرى مدن وأحياء "شيعية" وفي كل مرة كان العملاء يغيرون من ملابسهم ليظهر للرائي أن من يطلق النار هو "سني" أو "شيعي" بحسب الحي!! الأهم من هيك إنو لما رفضت السلطات بالبصرة أن تطلق سراح هذين العميلين على إثر رسالة من جهاز المخابرات البريطانية قامت دبابات وفرقة من الجنود بمداهمة السجن وأخرج العملاء بالقوة !!!

يحتلون العالم ويلتهمون الحقوق بشراهية
عادي... طول عمرن استعمار وفينا نتفهم سوء نواياهم. بس المشكلة بالناس المفككة ويلي بعدا عايشة بعام ألف وخشبة! يلي بيصدقو مثلا إنو الأعداء الحقيقيين لـ"السنة" هني "الشيعة" والعكس صحيح والمشكلة الأكبر إنو السلطات السياسية معاجبها هالتقسيم يلي بيخدم مصالحها بالسيطرة والأرباح والشركات وثالثة الأثافي إنو ما حدا مستعد يفكر بالموضوع بس ويحللو منطقياًَ!!

هي مش نظرية مؤامرة على فكرة، هي واقع نحنا عايشينو وذقنا مرارو بسنوات الضياع.


لك نحنا شعب؟ لا والله نحنا مجموعة قطعان غافة منقادة نفسياً لتصديق الترهات ومجهزة بقاعدة اجتماعية غبية مستلبة مشوهة نفسيا وروحيا وإنسانيا وتدعي الدين والتدين. 
كيف الحل؟

بالرغم من إنو كثير ناس بيتشبثو بفكرة إنو خلص فالج لا تعالج، وما بحلها غير شو طوفان يعم البشرية أو كوارث أو قيامة أو غيرو، إلا إني بشوف هالكلام مش أكثر من هروب غبي وقلة مسؤولية بشعبة لا تناسب الكائن الإنساني البالغ القوة والإبداع. لأنو يلي مخربين العالم ومسيطرين عليه باسم الدين أوالديقمراطية أوالشعارات الخاوية
هني بشر متلينا وهني أقنعو الناس إنو ما في حل وبالتالي ما عاد في حدا مقتنع إنو في يعمل شي لحتى صار التطرف يجري بشروش الصغار قبل الكبارويندفع عليه ملايين الدولارات ليستمر!


كلما ما ازددت أنت وعياً كلما أصبحت حياتي أيسر وأجمل وأفضل. وهالشي بينطبق على الدول والقوميات والطوائف والأعراق (طالما نحن مصرين على بناء الجدران الغبية) وبينطبق بين الأفراد كمان.

نشر الوعي هوي فضيلة لا يساويها فضيلة بهذا الزمان وكل زمان. الوعي إنو كل البشر بيستحقو الحياة الكريمة، وإنو الاختلافات يلي بينا هي ولا شي بالمقارنة مع التشابهات الكثيرة يلي بتميز جنس الإنسان.

أما بالنسبة للناس يلي بيحبو يحبطوك ويقولولك إنو يا أخي الموضوع أكبر مننا... بقلن أنا شخصياً ما بعرف لأي درجة ممكن ننجح؟؟ والتفكير بالمستقبل ما بيهمني أصلا وما حدا بيعرف وما في داعي لحدا يعرف شو بدو يصير بالمستقبل! المهم هوي الآن وهنا وبس

الشي الضروري الوحيد هوي التركيز والإصرار على إنو نحنا البشر منستحق مجتمعات أفضل.. بهذا الوقت. وإنو بيكفي يلعبو علينا باسم الدين مرة وبكلمات رنانة متل الحرية والديمقراطية مرة وبتظل الحقيقة الواضحة؛ إنو نحنا فقراء وهني غنايا. هني مسيطرين على كل شي ونحنا ما منسيطر غير عالريموت كونترول! هني إلن كل شي ونحنا إلنا ولا شي (ما عدا الأصبع الوسطى)!


هؤلاء الناس يريدون السيطرة على أبنائنا وثرواتنا كما فعلوا دوماً


 علينا أن لا نوافق مهما طال الزمان أو قصر في معركتنا الإنسانية ضدهم!

هناك 9 تعليقات:

  1. ســعد القنـطار2 مارس 2012 في 4:33 ص

    غسان هم لا يريون لنا ان نستفيق ونستخدم عقولنا هم لا يريدون لهذا العقل ان يمارس فعله بشكل مستقل هم يريدون استعبادنا واستغلالنا وابقائنا صامتين نقدم الولاء والطاعة ولكن لن تبقى الامور هكذا وبالفعل اذا لاحظت بان هذه الدعوات الدينية لا تظهربكثرة الا اذا عندما يشعر محركي هذه الاديان بان الانسان قد بدأ يتحرر شيئا فشيئا او قد بدا يفكر في طريقة ما تجعله حرا غير مقيد باي دين مع العلم باننا لا يمكن ان نعتبر التحرر من الدين كفر ولا يمكن ان نربط سلوك واخلاق الانسان بالدين لان هناك الكثير من الناس الجيدين والصالحين لا يرتبطون باي دين ولا ترتبط تصرفاتهم باي عقيدة او طائفة وانما نابعة من احترام الانسان واحترام الذات ومع ذلك هم اخير من ناس كثر متدينين ولا يجب ان ننسى بان وجود الانسان اقدم من اي ديانة على وجه الارض وعندما ظهرت الديانات لاحقا والتي طبعا ابتكرتها البشرية كان سبب ظهورها ابتعاد الناس عن بعضهم وتفرقتهم واقتتالهم واجتذابهم لتقديم الطاعة والولاء الى اسيادهم بالدين فاصبحت هذه الاديان بمثابة الافيون لتخدير الشسعوب وملهاة لهم وانصرافهم عن الاهتمام بقضايا هامة الى الاهتمام بالسعادة الموعودة في العالم الاخر وباعتقادي بانه حتى رجال الدين قد اصبحوا ادوات تحركها الحكومات والرؤساء واصحاب النفوذ وكذلك اصبح الحاكم نائبا عن الالهة في الارض ينملك سلطة يتصرف بها كما يشاء ولدى بعض الشعوب أله الحاكم واصبح هو الاله فنتشر الجهل بين الناس ومنعهم من المطالبة بحقوقهم وقتلت ارواحهم احيائا ولذلك فان العلاج الوحيد يكمن في تنوير الاذهان وعدم التفرقة بين الناس على اساس اختلاف طوائفهم او دياناتهم لان في النهاية جميع الناس سواسية

    ردحذف
    الردود
    1. إي والله يا سعد يخافون "من العقل عندما يمارس فعله بشكل مستقل" ولذلك يشوشونه بالإعلام ويخربون الإنسان منذ نعومة أضفاره في الأسرة والمدرسة والمؤسسة الدينية والاقتصادية!

      أنا أركز معك على أن الكثيريرن من الطيبين في هذا العالم غير منتمين لدين محدد فالأخلاق نابعة من الاحترام كما ذكرت؛ احترام الإنسان وجوهريته..

      "العلاج الوحيد يكمن في تنوير الأذهان وعدم التفرقة بين الناس على أي أساس لأنهم سواسية" وهو المطلوب#

      الثائر الحقيقي هو صانع للفرح @_@

      حذف
  2. دارين عز الدين الشوفي9 مارس 2012 في 2:40 م

    الكلام رائع غسان وكأنك تعبر عني بكل ما كتبت!!
    ساكمل قراءة المدونة ولكن عندي سؤال:
    هل تعتقد أن بإمكانناالوقوف بوجه الجهل وهل نستطيع حقا أن نغير العالم ببعض كلمات نكتبها على الانترنت؟ كيف؟

    ردحذف
    الردود
    1. أهلا دارين...

      نعم أعتقد أن بإمكاننا الوقوف في وجه الجهل دائماً ونعم نستطيع أن نغير العالم بالكتابة على الأنترنت أو بالاحرى نستطيع القيام بذلك بغض النظر عن نتيجته! لأننا في الواقع لا نعرف فيما إذا كان المستقبل سيحقق بعضاً من أمانينا أم لا ولكن علينا القيام بما علينا القيام به.

      إذا كانت طريقتي في السعادة في حياتي هي ببناء نفسي ومجتمعي على أسس سليمة فأنا سأفعل ذلك غير مفكر بالنتائج البعيدة.

      حذف
    2. دارين عز الدين الشوفي11 مارس 2012 في 3:39 ص

      ولكنك لم تخبرني كيف؟؟

      كيف نستطيع |يقاف عجلة الجهل التي تكبر وكأنها كرة ثلج؟ هل ترى الأوضاع في سوريا يا صديقي وما وصلت إليه؟ هل ترى النظام المتعنت والمجلس الأرعن ودعوات التسليح الكثيرة؟ هل ترى الحرب الوشيكة التي ستقتل بني الإنسان وتقضي على فكرة المدينة من أساسها؟ هل ترى السنة والشيعة والعلويين والتقاتل الغبي الذي يقودهم جميعاً إلى الهاوية؟

      أريد أن أعرف ماذا نستطيع أن نفعل حيال ذلك؟؟؟؟

      حذف
    3. دارين آسف لتأخري بالرد...

      عجلة الجهل تكبر وتكبر هذا صحيح ولكن علينا العمل على نشر المعرفة الحقة دائماً وعدم الإذعان للضغوط التي قد تحملها معها المراحل التي نجتازها. نحن البشر في هذه الأوقات نمر بتحولات عميقة وجوهرية سيكون لها أثرها على ما يتلوها من مراحل, أقصد إنه كالتغير الذي واكب الثورة الصناعية. المطلوب العمل والانخراط بكل جد وحسب,,,

      حذف
    4. دارين عزيزتي هناك إضافات أود إقحامها في الموضوع :)

      وهي التالية:

      - الدين وأثره على الناس.
      - السياسة.
      - المؤسسات ابتداء بالأسرة وليس انتهاء بالنقابات والمجتمع.

      هذه كانت العوامل الأساسية لهذا الفشل الإنساني الذريع الذي نشهده، لتسلط الناس على الناس والشعوب على الشعوب والحكومات بما تمثله من شركات على الكائنات الإنسانية والطبيعة والحيوانات!! ولحل كل هذا علينا البدء بإدراك فشل النظام الحالي عن العمل والمخاطرة بالتفكير في طرق جديدة نبتكرها ونطورها في إدارة المجتمع البشري وإدراة موارد الأرض.

      تحياتي لك!

      حذف
    5. دارين عز الدين الشوفي5 يونيو 2012 في 1:41 ص

      غسان شكراً على الرد والاهتمام...

      أنا أعتقد أن كلامك خطير!!! لأنه يبدو لي وكأنك تعني تغييراً جذريا في بنية المجتمع الإنساني وليس المجتمع السوري وحسب. أتفق معك بأن البشر جميعأً يتأثرون بالتغييرات ولكن الوضع في سوريا الآن خاص للغاية. أعتقد أنه من الأفضل مناقشة الأمور في سوريا أولاً نحن كسوريين علينا أن نفكر بسورية وبمشاكلنا الداخلية وليس بالعالم ككل. مع أني مؤمنة كما قلت لك بأن البشر جميعأً سيتشاركون المستقبل ولكن في الحاضر الأمور مختلفة عن جد.
      إذا استطعنا أن نحل مشاكلنا الداخلية في سوريا سيكون التفكير بالعالم حينها أكثر منطقية مع احترامي الشديد لوجهة نظرك.

      حذف
    6. لا يخلو الكلام من بعض الخطورة في الواقع دارين. فإن مجرد التفكير بالتغيير الجذري هو تمرد غير مسموح على ما مورس ضدنا من تجهيل منهجي وتنمية غير منصفة للمشاعر الدينية والطائفية والعرقية والقومية بدلا من تقوية الشعور الإنساني بوحدتنا ووحدة مصيرنا وأوجه التشابه الكثيرة التي تجمعنا.
      إذا استمر السياسيون بقيادة هذا العالم فستكون النتيجة خراب وقمع وشرطة وأمن في كل مكان وفقر وحرب وفساد وجهل دائم. ونحن البشر نستحق أفضل من هذا بكثير.
      بصراحة لا أشعر أن الحل ممكن أن يحل مناطقياً دون الأخذ بالاعتبارات الدولية وملاحظتها وتأثيرها علينا (اقتصاد، قوى عسكرية، أفكار وقيم إيديولوجية فكرية اجتماعية، وتغيرات بيولوجية، وزراعة وصناعة وغيرها) نحن لسنا منفصلين بالمرة يا صديقيتي وأنا متيقن من أن الحل لا بد أن يكون نتاجاً لمعرفة من هذا النوع تأخذ بالحسبان كل الناس في كل مكان ولا تنسى أن توطد علاقتها بالطبيعة.

      مشاكلنا الداخلية تريد منا التركيز أيضاً ولا يجب العيش في الأوهام وانتظار الآخرين حتى يغيروا، نحن بحاجة داخليا للعمل المبدع الخلاق الذي هو من صفات الإنسان الحر قبل أن يتم تقييد يديه وسحبه وجره عنوة إلى الحرب وحمل الأسلحة. الأمل في سوريا هو في المجتمع المدني. وابق بخير.

      حذف