07‏/02‏/2012

أعداء الديمقراطية

يهتز رأسك على دوي الهتاف والرّصاص ويقول مذيع الأخبار الذي لا يستطيع إخفاء فرحه مبتسماً :"هذا وقد قصفت طائرات الناتو قواتاً موالية في سرت مسقط رأس العقيد القذافي في ليبيا".
يريد رأسك أن يتوقّف عن الاهتزاز... ولكنك فقدت السيطرة.
 أنت الآن عبد هذا الوعاء الذي يصنع الثورات ويفشل غيرها، يسقط الرّؤساء ويصنع آخرين، ينشر الجهل والحرب ويصنع المعلبات البشرية والمسوخ كما لم تستطع أي صناعة أخرى أن تفعل.

وتسألك عينا صغيرك بحذر عن معنى ما يجري؟ وكيف يستطيع الأطفال في مثل سنه أن يذهبوا للمدارس وكيف يعيشون ويلعبون؟ أفليس للموالين أبناء وبنات أيضاًَ؟!  

وتظل عيناك معلقتان بالتلفاز ورأسك يهزّ كغصن مكسور على شجرة هرمة!

"إنهم أعداء الديمقراطية يا صغيري، لا وقت لهذه الأسئلة الغبية الآن" تجيبه بحزم.

يتظاهر أنه فهمك، وأن ما قلته قد يحمل قيمة ما...ولكنه تأكد بقرارة نفسه أنك مجرّد مسخ آخر تضاف لهذه الملايين الغبيّة التي تعلق بصائرها بالتلفاز لتعرف الحقيقة.


قلب هذا الصبي يعرف أكثر منك بأشواط. وعيناه الصّامتان تفهمان الإنسان وتعبدان الله أكثر مما تفعل بكثير. مع كل كتبك وأقلامك وتلفازك وعلمك وأبواقك وفشلك واستلابك وأوثانك وأديانك وأوطانك وأموالك ... إنه يفهم أكثر منك بكثير فاسمعه قليلاً واحمد الآلهة عليه.


من الواضح جداً
                       أنك صغير للغاية!!!

هناك 3 تعليقات:

  1. اخي غسان : يعتبر التلفزيون احد وسائل الإعلام, والاتصال المؤثرة في ايامنا هذه لما له تأثير إيجابي وسلبي على جميع القطاعات والانشطة في حياتنا اليومية حتى انه اصبح يطلق على عصرنا هذا عصر التلفزيون والفضائيات وبالرغم من وجود بعض الايجابيات التي لا نستطيع ان ننكرها هو اننا نستطيع التنقل من مكان الى اخر والاطلاع على اماكن لم نشاهدها من قبل او يصعب الوصول عليها ومعرفة ما يحث في الصين او في البرازيل مثلا بكبسة زر ويتح لنا معرفة ما يحدث في جميع انحاء العالم من احداث سواء كوارث طبيعية او انتخابات او حروب او زواج او احداث اخرى قد تكون هامة بالنسبة للكثيرين وقد تكون لا كعرض وقائع زواج الامير وليم والاميرة كيت مع انه لا يعني للكثيرين بشيء وانا واحد منهم و حسب الاحصائيات كان عدد المتابعين لهذا الحدث من خلال هذا الصندوق الصغير كما اسميته انت يقدر بالملايين وهذا ان دل على شيء فانه يدل على ان هذه الافة اصبحت تسيطر على عقولنا وتسلبنا ساعات طويلة من الجلوس امامها وبالتالي التاثير في سلوكنا واتجاهاتنا وافكارنا كما انه يؤثر على السلوك الاجتماعي من العف والميل الى العدوان من خلال ما يعرض من افلام النف والجرائم وكذلك ان عوامل الجريمة وحالات الاغتصاب واستهلاك المخدرات والادمان والعنف قد نمت في عصر التلفزيون. فاصبحت هذه الالة اللعينة تسيطر على الكثيرين بشكل كامل وتستلب عقولهم واصبح الكثيرين عبيدا لهذا الصندوق الذي يحتاج فقط لان تفصل عنه الكهرباء او تضغط على زر الاقفال لكي تعود بشري تمارس حياتك الطبيعية تشارك الاخرين والمجتمع في اتخاذ القرارات وتشغيل خلاياك الدماغية التي كانت متوقفة او مسلوبة منك.

    ردحذف
    الردود
    1. 0:45 PM
      سعد أعجبني الكلام عن الأمير والأميرة وكيف جلس آلاف الناس لمتابعة كيف يحاول الأمير أن يصنع أسرة!!! أقصد إن الناس بالفعل تحولوا إلى مخدرين مسلوبي الإرادة كما قلت...

      والله عيب عليهن يا أخي، ولْ بدها الشغلة شوية وعي شم متل ما أخذنا التيار منروح!

      تحياتي إلك وخليك نورلنا المدونة على طول...

      حذف
  2. صحيح سعد أشاركك الرأي بأن التلفاز نوع من التخدير للإنسان..

    ربما تحتاج لعلاج حقيقي للتخلص منها هههه :)

    ردحذف